المقالات
التنصُّر أو إبادة شعوب الهلاك تاريخ المقال: 2013-05-01 لقد بات مؤكد لديّ أن حركة العالم العربي أصبحت تتسم بالعشوائيات والتخبط السياسي في مواجهة حركة الغرب تجاه العالم الإسلامي . فقد غاب المنهاج العلمي الذي يمكن به مواجهة سيناريو الغرب المنظم والذي يهدف إلى إبادة شعوب العالم الإسلامي .. ومحو الإسلام من الوجود . وبهذا غاب العالم الإسلامي عن الوعي .. كما فقد رسالته في الحياة .. كما لم يعد يدري أين موقعه من الوجود ..!!
المزيد
نهاية التاريخ بين النموذج الغربي .. والنموذج القرآني تاريخ المقال: 2003-10-01 عقب نشر مقال " رسالة إلى الدكتور طارق السويدان .. حول معنى المؤامرة .. ومعنى الثقافة العربية " .. أثار بعض القراء تساؤلات عن معنى : ما المقصود بنهاية التاريخ في هذه المقالة .. وهل هو يوم القيامة ..؟! وما يسبقه من علامات صغرى وعلامات كبرى .. بما في ذلك ظهور المسيخ الدجال .. ونزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان .. لكي يقتل المسيخ الدجال .. ويكسر الصليب .. ويقيم شعائر الدين الإسلامي ..؟!
المزيد
قضية الشرك بـ " الله " من سقطات : بعض الصوفية .. والرهبنة المسيحية تاريخ المقال: 2012-09-01 يقول الفيلسوف الصوفي محي الدين ابن عربي .. عقد الخلائق في الإله عقائدا وأنا اعتقدت جميع ما عقدوه وهكذا ماعت الحدود بين الديانات المختلفة في فكر ابن عربي .. وزالت الفوارق بين الأديان .. وفتحت القلوب لكل المعتقدات .. وأضحت كل الأديان صحيحة ..!! وأصبح لا معنى لكلمة " الشرك " بـ " الله " ( سبحانه و تعالى ) .. وأصبح الدين : هو الدين المؤسس على الاعتقاد الواحد الجامع لمختلف المعتقدات .. وضاعت الغايات من الخلق .. واختفى معنى التوحيد .. من منظور هذا الصوفي الجاهل ..!!
المزيد
الإعلام العربي مناهج غسيل المخ .. وتغييب وخداع الشعوب العربية وصورة الإنسان العربي ـ المسلم ـ من المنظور الغربي تاريخ المقال: 2012-07-01 بعد أن اكتفى إعلامنا الديني بالوعظ فقط .. وقام بتغييب فكر أفضل الجهاد ( كلمة حق عند سلطان جائر ) لمواجهة الكوارث الحالة بالوطن العربي .. أعرض ـ في هذه الدراسة ـ لإعلامنا العربي السياسي .. لبيان عدم جدواه أيضا .. وتغييبه للحقائق هو الآخر ..!!
المزيد
ورسالة إلى الدكتور طارق السويدان حول فكر المؤامرة .. وفكر الثقافة العربية تاريخ المقال: 2012-05-03 أولا : حول فكر المؤامرة .. عقب قيام الدكتور طارق السويدان بإذاعة حلقة كاملة في قناة الرسالة الفضائية ( في برنامجه : الوسطية / في يونيو 2007 ) ناقش فيها مع ضيوفه ومشاهديه فكر المؤامرة .. تعجبت أشد العجب لأن يقصر المناقشة على عرض المنظور الإسلامي ـ فقط ـ لفكر المؤامرة .. دون التعرض ـ على الإطلاق ـ لموقف العالمين المسيحي واليهودي من العالم الإسلامي من هذا الفكر .. وما يجري ـ في الوقت الحاضر ـ من إبادة علنية مخططة ومنظمة للعالم الإسلامي المغيب ـ عقليا ـ بفعل الإعلام العربي ..!!
المزيد

تفاصيل المقال

  • قضية الشرك بـ " الله " من سقطات : بعض الصوفية .. والرهبنة المسيحية
    2012-09-01

     

    <div>يقول الفيلسوف الصوفي محي الدين ابن عربي ..&nbsp;</div><div>عقد الخلائق في الإله عقائدا &nbsp; &nbsp; &nbsp;وأنا اعتقدت جميع ما عقدوه</div><div>وهكذا ماعت الحدود بين الديانات المختلفة في فكر ابن عربي .. وزالت الفوارق بين الأديان .. وفتحت القلوب لكل المعتقدات .. وأضحت كل الأديان صحيحة ..!! وأصبح لا معنى لكلمة " الشرك " بـ " الله " ( سبحانه و تعالى ) .. وأصبح الدين : هو الدين المؤسس على الاعتقاد الواحد الجامع لمختلف المعتقدات .. وضاعت الغايات من الخلق .. واختفى معنى التوحيد .. من منظور هذا الصوفي الجاهل ..!!</div><div>•لماذا سيكلوجية الدين والتدين ..؟!</div><div>&nbsp;قبل عرض مادة هذا البحث .. قد يتساءل القاريء : لماذا هذا الموضوع في هذا الوقت الحرج بالذات .. والذي تتداعى علينا فيه الأمم المسيحية واليهودية في محاولة علنية لإبادتنا .. ومحو الإسلام من الوجود ..؟! &nbsp;فهل هذا هو الوقت المناسب ..؟! وللإجابة على هذا السؤال أرد بالتالي :</div><div>فعلى النحو السابق بيانه في الكتابات السابقة .. نجد أن صلب العقيدة الدينية المسيحية ، ومن خلفها الديانة اليهودية ، تتمحور حول حتمية إبادة شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود .. حتى تنال شعوب العالم المسيحي خلاصهم المأمول باللحاق بالعودة الثانية للسيد المسيح وتأسيس ملكه الألفي السعيد .. وهو ما يعرف باسم : " العقيدة الألفية السعيدة " ..!! &nbsp;ويمكن للقاريء الرجوع إلى بحث الكاتب السابق : " إبادة شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود .. الشعيرة الأساسية في الديانتين المسيحية واليهودية " . لرؤية هذه الحقيقة ؛ وهنا يبرز السؤال التالي إلى الوجود :</div><div>كيف يمكن مواجهة اعتقاد هذه الشعوب ..؟!</div><div>القاضي بحتمية إبادتنا .. ومحو الإسلام من الوجود ..!!</div><div>ولمواجهة هذا الاعتقاد .. تم تنفيذ السيناريو التالي :</div><div>أولا : تم البرهنة المطلقة ـ وبما لا يدع مجالا لأي شك ـ على أن القضية الدينية : " قضية مطلقة " وليست " قضية نسبية " . بمعنى أن يصبح للدين ما للقضية العلمية من براهين علمية ورياضية راسخة .. بل ونستطيع البرهنة على صحة أو خطأ أي ديانة بطريقة لا لبس فيها أو غموض . ومفهوم " مطلق القضية الدينية " تعني وحدانية الدين الصحيح .. بينما " نسبية القضية الدينية " تعني تعدد الديانات على اعتبار أنها صحيحة .. على الرغم من وثنياتها الواضحة .</div><div>ثانيا : تم البرهنة المطلقة ـ وبما لا يدع مجالا لأي شك ـ على وجود الخالق المطلق للوجود ، وأن له غايات محددة من خلق الإنسان ، وأن على الإنسان تحقيق هذه الغايات حتى ينال الخلاص المأمول والسعادة الأبدية المنشودة .</div><div>ثالثا : تم البرهنة المطلقة ـ وبما لا يدع مجالا لأي شك ـ على أن العقائد المسيحية واليهودية مؤسسة على الاعتقاد في " كتاب مقدس " يموج بالخرافـات والأساطير ..!!&nbsp;</div><div>رابعا : من منظور وجود الغريزة الدينية ـ وقوتها ووضوحها ـ لدى الإنسان .. تصبح البراهين السابقة غير كافية ـ على الإطلاق ـ لجعل الشعوب المسيحية تكف عن الاعتقاد في ديانتها الوثنية . لهذا كان يلزم تحليل الدوافع الحقيقية وراء اعتقاد هذه الشعوب في هذه الأساطير والعقائد الخرافية . وهي الدراسات التي تأتي تحت عنوان : " سيكلوجية الدين والتدين " . ومثل هذه الدراسات تجعل الإنسان أكثر قدرة على فهم طبيعة الدين والتدين لديه .. كما تجعله أكثر قدرة على فهم سيكلوجية تمسكه بهذه الأوثان والخرافات .. مما يسهل معه اهتداؤه إلى الحقيقة المطلقة .</div><div>خامسا : بديهي ؛ بعد النجاح في هذه المواجهة الفكرية والعلمية معا .. يصبح من السهل أن نجعل هذه الشعوب تكف عن الاعتقاد في هذه الأساطير المؤسسة لهذه الديانات الخرافية .. وبالتالي يمكننا كف اعتقادهم في حتمية إبادتنا .. ومحو الإسلام من الوجود ..!!</div><div>&nbsp;فحقيقة الأمر ؛ أن مثل هذه الدراسات ـ المتعلقة بطبيعة سيكلوجية الدين والتدين ـ تمثل المواجهة الفكرية والعلمية الأساسية مع شعوب العالم المسيحي . &nbsp;فعلى الرغم من كون عناوين هذه الدراسات دينية كما هو واضح من ظاهر الأمر .. إلا أنها تمثل قمة المواجهة الاستراتيجية مع هؤلاء القوم .</div><div>&nbsp;والغريب ـ كل الغرابة ـ أننا لا ندافع بهذه الدراسات عن أنفسنا فقط .. بقدر ما ندافع بها عن شعوب العالم المسيحي نفسه أيضا ..!! &nbsp;فحقيقة الأمر أننا نمد يد العون لانتشال هؤلاء القوم من مستنقع الوثنية والكفر الغارقون فيه حتى النخاع .. وذلك في محاولة منا لانقاذهم من خسارة وجودهم ومصيرهم بشكل نهائي وأبدي .. بعدم تحقيقهم للغايات من خلقهم ..!! ولكن ـ وبكل أسف ـ هم قوم يقومون بتحطيم هذه الأيدي الممدودة إليهم لإنقاذهم ..!! &nbsp;يدفعهم في هذا دوافع كثيرة .. منها رغبتهم في التمسك بمادية لن تغنيهم عن مواجهة الخالق المطلق ـ سبحانه وتعالى ـ وغاياته من خلق الإنسان على نحو مطلق ..!! &nbsp;وليست هذه الأمور مجرد قضايا اعتقادية لا برهان لها .. بل هي قضايا علمية محسومة الفكر والبرهان .. كما سبق وأن بينت .&nbsp;</div><div>•الوحدانية .. في الفكر الإسلامي ..</div><div>&nbsp;وبعد هذا التقديم .. نعود مرة أخرى إلى الفكر الصوفي الذي يقول بأن الدين هو الدين المؤسس على الاعتقاد الواحد الجامع لمختلف المعتقدات ..!! &nbsp;فمن خلال الدراسات السابقة نجد أن هذا الفكر يعتمد أساسا على :</div><div>الفطرة الخاصة بإدراك وجود الخالق المطلق ( الله سبحانه و تعالى ) في النفس البشرية ( فحسب )</div><div>( أنظر الجزء الأول من هذا البحث / نظرية الإحلال ) . وفي الحقيقة ؛ أن هذا الفكر يجعل من : " قضية الشرك بالله " ( سبحانه و تعالى ) قضية مقبولة ولا خلاف عليها .. حيث يتمحور الدين ـ من هذا المنظور ـ حول الاعتقاد في وجود إله خالق فحسب له ظهورات متباية .. وصور شتى تتوقف على طبيعة الديانة .. وكيفية نشأتها وتطورها ..!! فعلى سبيل المثال ؛ نجد أن الإله قد ظهر في الديانة المسيحية ـ بعد تطورها ـ على الصورة الوثنية التالية ..</div><div><font color="#a52a2a">[ (6) ... خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعُ أعين هى سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض ]</font>&nbsp;</div><div>( الكتاب المقدس : رؤيا يوحنا اللاهوتي {5} : 6 )</div><div>وهكذا بالنسبة لباقي صور الإله في الديانات الأخرى ..!! أنظر دراسة الكاتب السابقة والتي تأتي تحت عنوان : " الخروف .. أو الإله في الديانة المسيحية " .. لرؤية برهان الكنيسة الذي يقطع بصحة وحقيقة هذه الصورة المتدنية .. أي صورة الخروف ذو القرون السبعة ..!!&nbsp;</div><div>ومن الأمور البديهية أيضا ؛ أن الاعتقاد في الدين بأنه : الدين المؤسس على الاعتقاد الواحد الجامع لمختلف المعتقدات ، يجعل من القضية الدينية " قضية نسبية " وليست " قضية مطلقة " على النحو السابق ذكره .. وبهذا يقر هذا الفكر بصحة جميع الأديان ..!! ويمثل هذا الفكر الخلط الواضح &nbsp;بين المعاني الفطرية التالية :</div><div>•الفطرة الخاصة بإدراك وجود الإله الخالق ( الله سبحانه و تعالى ) . وتعتبر هذه الفطرة أساس الفكر الصوفي الذي ينادي بدين ـ واحد ـ جامع لمختلف الديانات ..!!</div><div>•الفطرة الخاصة بالتدين .. وتشمل الاعتقاد في دين ما فحسب .. كما تشمل ـ هذه الفطرة أيضا ـ دوافع ممارسة العبادة بطقوس ما .</div><div>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>إغفال وجود غايات للخالق المطلق ( الله سبحانه و تعالى ) من خلق الإنسان .. وحتمية تحقيق الإنسان لهذه الغايات .</div><div>•عدم وجود المقياس الدقيق ـ المطلق ـ الذي يمكن أن يستخدمه الإنسان للحكم على صحة الديانة ، وتحديد الصواب منها والخطأ .</div><div>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>إغفال العقل في الحكم على صحة المضامين أو النصوص الدينية التي تقود إلى الإيمان غير العاقل .</div><div>ومثل هذا الخلط ـ الواضح ـ يؤدي إلى استمرار تدين الأفراد بالديانات الوثنية والخرافية .. والتي تعتمد ـ أساسا ـ على : الآلية الفطرية الخاصة بإدراك وجود الحضرة الإلهية في النفس البشرية ، وفطرة التديّن التي تمثل الرغبة في الاعتقاد في دين ما فحسب .. وممارسة العبادة بأي صورة من الصور ، على الرغم من وجود المضامين الدينية التي تجعل من الدين ـ المعني بالدراسة ـ أسطورة وخرافة كبرى .. لا تتفق مع أدنى معطيات العقل والمنطق الحديث . كما تقيم هذه الآلية الفطرية حاجزا ضخما يحول دون تقييم المضامين الدينية أو النص الديني الذي يقود إلى الاعتقاد العاقل في مثل هذه الأديان ..!!! وسوف نرى ـ في هذا البحث ـ أن مثل هذا الفكر يقود مباشرة إلى قضية الشرك بالله &nbsp;من أوسع الأبواب .. وهو ما يؤدي إلى كفر الفرد وعدم تحقيقه للغايات من خلقه ( الإيمان المبني على العقل ) .. وبالتالي خسران الفرد لوجوده ومصيره على نحو نهائي وأبدي . وكما سبق وأن بينت أن هذه الأمور ليست مجرد قضايا اعتقادية لا برهان لها .. بل هي قضايا علمية محسومة الفكر والبرهان .</div><div>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>القرآن المجيد : الحوار الخالد بين الخالق والمخلوق ..</div><div>&nbsp;قبل الاسترسال في مناقشة وعرض حجج هذا البحث .. جاءتني رسالة تقول :&nbsp;</div><div>" بأنه لا يجوز الاستشهاد بآيات القرآن المجيد عند مواجة الفكر الآخر .. الذي لا يدين بالإسلام &nbsp;لأنه لا يؤمن بهذا الكتاب " .</div><div>&nbsp;وفي الحقيقة ؛ مثل هذا الفكر هو فكر قاصر للغاية لأنه ـ ببساطة شديدة ـ يسقط دور الرسل .. كما يسقط حجج الموْلى ( عز و جل ) في هداية البشرية ..!! &nbsp;فالخطاب القرآني هو خطاب علمي معاصر بكل ما في الكلمة من معنى ( أنظر دراسة الكاتب : " المنهاج العلمي في القرآن المجيد .. القانون الفيزيائي والمُسَلَّمَة العلمية بين الصياغة البشرية والصياغة الإلهية " ) . فهو خطاب يقدم القضايا الإيمانية ـ والاعتقاد في الدين الحق ـ بنفس أسلوب النظريات العلمية المعاصرة .. وبأسلوبها الرياضي المستخدم في النظريات الكبرى .. كما يستخدم أقصى درجات المنطق .. والحجة البالغة في عرض جميع قضاياه .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) )</span></div><div>( القرآن المجيد : الأنعام {3} : 149 &nbsp;)</div><div>ولكنها غايات من الخلق .. وهي الغايات التي تتمحور حول قدرة العقل للوصول إلى المعرفة الحقة وإدراك وجود الله .. سبحانه وتعالى &nbsp;..</div><div>&nbsp;فالقرآن المجيد .. هو خطاب موجه ـ أساسا ـ لكل من لا يدين بالإسلام .. إلى جانب أنه خطاب موجه لكل من يدين بالإسلام أيضا .. أي هو خطاب موجه لكل البشرية بجميع ألوانها وأطيافها .. لعرض أهداف الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ من خلقه للإنسان .. ومن خلقه لهذا الوجود .. حيث تتمحور هذه الأهداف حول المعاني التالية :</div><div>1.تعريف الإنسان بالخالق المطلق وبكمالاته ـ أي صفاته ـ المطلقة وبفعله المحيط .</div><div>2.تعريف الإنسان بدور الأنبياء والرسل في حياة البشرية .</div><div>3.تعريف الإنسان بمعنى الدين ، ومعنى دور الدين في حياة الإنسان .</div><div>4.تعريف الإنسان بكينونته وطبيعة خلقه .. أي : لماذا خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ الإنسان على هذا النحو ؟ ويشمل هذا الجانب النفسي .. كما يشمل الوعي بالوجود .</div><div>5.تعريف الإنسان بالغايات من خلقه .. ولماذا خلق الموت والحياة ؟</div><div>6.تعريف الإنسان بحدود وسقف المعرفة البشرية . ولماذا وجد الإنسان على سطح هذا الكوكب .. كوكب الأرض ؟</div><div>7.تعريف الإنسان بالكون المادي ( الكون المفتوح على المستوى الميكرو والماكرو ) .. وكذا تعريفه بالأكوان المتطابقة .</div><div>8.تعريف الإنسان بالحياة الآخرة ( الأبدية ) والبعث والحساب .. والجزاء من نفس العمل .. إن خيرا فخير .. وإن شرا فشر .</div><div>9.تعريف الإنسان بحتمية تحقيقه للغايات من خلقه ( أي تحقيق الإنسان للغايات التي خلق من أجلها ) حتى ينال الخلاص المأمول والسعادة الأبدية المنشودة .&nbsp;</div><div>أسئلة يسعى الإنسان جاهدا ـ بالفطرة ـ بالبحث عن إجابات لها .. بل ويمكن القول ـ بدون أدنى مبالغة ـ أن بحوث البشرية بأسرها في علوم الكونيات .. وفي الطبيعة .. وفي الفيزياء .. وفي الأحياء .. تتمحور حول الحصول على إجابات لهذه التساؤلات ..!! &nbsp;ولهذا فالخطاب القرآني ؛ ليس خطاب ضروري فحسب .. بل هو خطاب حتمي ومكمل لمعنى الغايات من خلق الإنسان .. أو هو ـ إن جاز القول ـ المذكرة التفسيرية لاستكمال معنى خلق الإنسان والغايات من وجوده . فـ " الله " ( سبحانه و تعالى ) .. هو خالق الإنسان وصانعه .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ (8) )</span></div><div>( القرآن المجيد : الانفطار {82} : 6 - 8 )</div><div>[ التفسير : تحوي هذه الآيات الكريمة طيف عريض من المعاني العلمية .. منها النشأة والتطور كما جاء في قوله تعالى : الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ . فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ] .</div><div>وهو أعلم به من نفسه .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) )</span></div><div>( القرآن المجيد : ق {50} : 16 )</div><div>بل ويصل العلم الإلهي بالإنسان إلى خبايا النفس البشرية .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><font color="#ffff00">( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) )</font></div><div>( القرآن المجيد : غافر {40} : 19 &nbsp;)</div><div>وكما جاء في قوله تعالى ..</div><div><font color="#ffff00">( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) )</font></div><div>( القرآن المجيد : الملك {67} : 13 - 14 &nbsp;)</div><div>&nbsp;ويموج القرآن المجيد بالحوار ـ الخالد ـ بين الخالق المطلق ( سبحانه و تعالى ) .. وبين الإنسان المخلوق .. وبديهي لا مكان لعرض كل هذه المعاني بالتفصيل .. لذا سأكتفي بما يتم عرضه في سياق هذا البحث فقط ـ إلى جانب ما سبق كتابته ـ وأتمنى أن يكون ما فيه الكفاية . ولهذا لا مكان للقول : بأنه لا يجوز الاستشهاد بآيات القرآن المجيد عند مواجة الآخر ـ الذي لا يدين بالإسلام ـ لأنه لا يؤمن بهذا الكتاب ..!!</div><div>&nbsp;وبديهي ؛ انتشار الدين الإسلامي ـ في الوقت الحاضر ـ بين طبقة العلماء والمثقفين في الغرب المسيحي .. هو خير دليل على هذا المعنى . وأذكر ، على سبيل المثال ، رؤية الدكتور جيفري لانج &nbsp;ـ أستاذ الرياضيات الأمريكي ، بعد إسلامه [1] ـ للخطاب القرآني .. حيث نجده يقول ..</div><div>[ &nbsp; .. &nbsp;القرآن هذا الكتاب الكريم قد أسرني بقوة ، وتملّك قلبي ، وجعلني أستسلم لله ، والقرآن يدفع قارئه إلى اللحظة القصوى ، حيث يتبدّى للقارئ أنه يقف بمفرده أمام خالقه ، وإذا ما اتخذت القرآن بجدية فإنه لا يمكنك قراءته ببساطة ، فهو يحمل عليك ، وكأن له حقوقاً عليك ! وهو يجادلك ، وينتقدك ويُخجلك ويتحداك .. لقد كنت على الطرف الآخر ، وبدا واضحاً أن الذي أنزل القرآن كان يعرفني أكثر مما أعرف نفسي .. لقد كان القرآن يسبقني دوماً في تفكيري ، وكان يخاطب تساؤلاتي .. وفي كل ليلة كنت أضع أسئلتي واعتراضاتي ، ولكنني كنت أكتـشف الإجابــة في اليوم التالي ..</div><div>.. .. ..</div><div>لقد شعرت أنني أمام أستاذ علم نفس يسلط الأشعة على كل مشاعري المخبأة . كنت أحاول مناقشة بعض المشاكل فأجـده أمامي بالمرصاد ، يغوص في أعماقي فيجعلني عاريـاً أمام الحقيقة .. لقد قابلت نفسي وجهاً لوجه في صفحات القرآن .. &nbsp;]&nbsp;</div><div>•قضية الشرك بالله ..</div><div>&nbsp;هل يمكن أن يعبد " الخالق المطلق " للوجود بأي دين ..؟!! وللإجابة على هذا السؤال سوف نبدأ بما يقدمه الدين الإسلامي في هذا الشأن .. مع الإشارة &nbsp;ـ في الوقت نفسه ـ إلى ما تقول به الديانتين اليهودية والمسيحية معا . فمن منظور الفكر الإسلامي ؛ نجد أن الاعتقاد في أن الله ( سبحانه و تعالى ) يمكن أن يعبد بأي دين لا يعني سوى الشرك بالله ( عز و جل ) . &nbsp;والشرك بالله هو إثم عظيم .. لا يغفره الله سبحانه وتعالى لعباده .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) )</span></div><div>( القرآن المجيد : النساء {4} : 48 )</div><div>وهذا هو جزاء الشرك بالله ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( .. إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ &nbsp; &nbsp; (72))</span></div><div>( القرآن المجيد : المائدة {5} : 72 )</div><div>ومن أهم نتائج الشرك بالله .. هو أن الإنسان يلغي ببساطة شديدة الغايات من خلق الإنسان .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )</span></div><div>( القرآن المجيد : الذاريات {51} : 56 )</div><div>حيث تجمع هذه الآية الكريمة بين فطرة التدين ( أي الإيمان بدين ما .. ودوافع ممارسة العبادة ) من جانب ، وبين فكر الغايات من خلق الإنسان من جانب آخر ؛ وذلك على حسب حركة الحرف الأخير من كلمة " ليعبدون " بين السكون : " ليعبدونْ " .. أو الجر " &nbsp;لِيَعْبُدُونِ " .. وكلاهما في القراءة جائز ( وأرجو أن يتنبه القاريء إلى هذا الإعجاز المذهل لحركة حرف واحد فقط .. والتي تبين النقلة الفكرية الهائلة التي تصحبه .. بين وجود فطرة الدين والتدين .. وبين الغايات من الخلق ..!! ) . &nbsp;فمن منظور فطرة التدين &nbsp;تنطق الكلمة ( ليعبدونْ ) .. أي بسكون النون .. أي أن الإنسان مفطور على العبادة بشكل مطلق والتدين بدين ما ؛ أما من منظور الغايات من الخلق ؛ فتنطق الكلمة بكسر النون .. أي ( لِيَعْبُدُونِ ) .. وهو ما يعني أن الله ( سبحانه و تعالى ) ما خلق الإنسان إلا للتوجه بالعبادة له ـ وحده لا شريك له ـ وليس لأحد سواه .</div><div>ويتأكد هذا المعنى الأخير والذي ينهي أي مقولة بالتوجه بالعبادة إلى غير الله سبحانه وتعالى .. في القرار الذي جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ .. (23) )</span></div><div>( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 23 )</div><div>وبديهي ؛ مثل هذا القرار يعتمد ـ ضمنيا ـ على وجود العقل لدى الإنسان .. وعلى وجود البرهان الراسخ . وهكذا ؛ يأتي دور الفكر الذي يقود الإنسان إلى الإيمان المبني على العقل .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174))</span></div><div>( القرآن المجيد : النساء {4} : 174 )</div><div>أي أن القرآن العظيم يحوي آية صدقه .. أي البرهان على صدقه .. وهو البرهان الذي سوف يقود الإنسان إلى التعرف على وجود الله ( سبحانه و تعالى ) بكمالاته المطلقة ( وليس بالصور المتدنية التي جاءت عليها صفات الإله في الديانتين اليهودية والمسيحية .. والديانات الأخرى كذلك ) ، وإلا ما خلق الله ( سبحانه و تعالى ) العقل في الإنسان على مثل هـذا النحو . ولهذا أتت جميع رسالات الأنبياء والرسل إلى التنبيه إلى هذه الحقيقة . أي تمحورت رسالات الأنبياء والرسل حول الدعوة إلى عبادة الإله الواحد الأحد ( لا صور و لا أقانيم ولا أشخاص .. ولا خرفان .. ولا بقر .. ولا خلافه من الصور الوثنية والخرافية الساذجة .. ) .. أي عبادة الله وحده لا شريك له .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) )</span></div><div>( القرآن المجيد : النحل {16} : 36 )</div><div>[ التفسير : الطاغوت : كلمة جامعة تعني كل ما هو غير الله ـ سبحانه وتعالى ـ ومنها الأوثان بصفة عامة .. ومنها طاعة الأنظمة الطاغوتية الحاكمة / &nbsp;عاقبة المكذبين : أي النهاية بالهلاك للمكذبين برسالات رسل الله سبحانه وتعالى ]</div><div>&nbsp;وهذا الفكر ليس بدعا في الرسالات السابقة على الإسلام .. فالله ( عز و جل ) يقـرر في خطابه لموسى &nbsp;( علية السلام ) في العهد القديم من الكتاب المقدس ( أي الديانتين اليهودية والمسيحية معا ) أنه إله غيور ولا يقبل أن تعبد معه آلهة أخرى كما جاء في النص التوراتي التالي ..</div><div><span style="color: rgb(165, 42, 42); ">[ (3) لا يكن لك آلهة أخرى أمامي . (4) لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مّما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض . (5) لا تسجد لهنّ ولا تعبدهن ّ.لأني أنا الرب إلهك اله غيور .. ]</span></div><div>( الكتاب المقدس : سفر الخروج : {20} : 3 - 5 )</div><div>وبداية ؛ لابد لي أن أنبه القاريء إلى أن الاستشهاد بفقرات ( وليس بآيات ) الكتاب المقدس له شروطه الصارمة ( لكون الكتاب المقدس هو كتاب مُحَرّف بشكل صارخ ) ، وتأتي في مقدمة شروط الاستشهاد .. أن تتفق نصوص الكتاب المقدس مع ما جاء في القرآن المجيد .. تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ .. (48) )</span></div><div>&nbsp;( القرآن المجيد : المائدة {5} : 48 )</div><div>والهيمنة تعني الرقابة على معاني نصوص الكتب السابقة ووضع الإطار العام لضمان عدم انحرافها . فالحقيقة ؛ أن الباحث في الكتاب المقدس ( أي الديانتين اليهودية والمسيحية ) مثل الباحث في حضارة عظيمة قديمة قد انتهت ولم يعد منها سوى الاطلال والخرائب ..!!! ولكنه يجد أحيانا بعض الأطلال ( بعض الفقرات ) التي تدل على وجود مثل هذه الحضارة العظيمة السابقة ..!!!</div><div>&nbsp;وكما نرى ؛ من فقرة الكتاب المقدس السابقة ( أي الديانتين اليهودية والمسيحية معا ) أن الدعوة العامة في جميع الأديان هي : " أن الله ـ سبحانة وتعالى ـ &nbsp;لا يقبل أن يعبد معه " آلهة أخرى " لأن هذا المعنى يقود إلى الشرك بالله ( سبحانه و تعالى ) بشكل مباشر .</div><div>&nbsp;وبديهي ؛ لا يصح القول بأن الديانة المسيحية تعبد " الإله الواحد " .. كما يقولون عادة : " تثليث في وحدانية ووحدانية في تثليث " .. ( الآب ، والابن ، والروح القدس .. إله واحد آمين ) .. لأن مثل هذا القول لا قيمة له .. ولا يعفيهم من إثم الشرك بالله .. لأنهم في جميع الأحوال يعبدون ـ إلههم ـ عيسى ابن مريم .. وليس الله عز وجل . ومن هذا المنظور يكونوا قد وقعوا في هاوية الشرك بقولهم إن الله هو المسيح ابن مريم .. كما كفروا بقولهم بالتثليث .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ &nbsp; &nbsp; (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) )</span></div><div>( القرآن المجيد : المائدة {5} : 72 – 73 )</div><div>وأكرر للمرة الثانية .<font color="#ffff00">. <u>( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ .. )</u></font> .. و<font color="#ffff00"><u> ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ .. )</u></font> &nbsp;.. لأعمق إدراك الأخوة المسيحيين بحقيقة كفرهم وضلالهم .. وحقيقة ديانتهم ( وحتى لا يتقولوا علينا ـ زورا وبهتانا ـ بأن القرآن المجيد يشهد لصحة الكتاب المقدس ) .. و<u><font color="#ffff00"> ( .. إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )</font></u> . فهذه هي شهادة القرآن العظيم ـ العلانية ـ على أنهم :</div><div>•أهل كفر .</div><div>•وأهل شرك .</div><div>•ومصيرهم الخلود في النار .</div><div>وذلك في مقابل اعتقادهم في ألوهية المسيح .. وقولهم بالتثليث .. ولا يجوز المجاملة في هذه المعاني .. وإلا سنحمل وزر إضلالهم .. فلابد من العلم بأن : عدم تكفير الكافر كفر ..!! &nbsp;أو كما قال الإمام " أبو حنيفة " : " من قال لا أعرف الكافر كافراً .. فقد كفر " .</div><div>&nbsp;وبشرية السيد المسيح يقررها المولى ( عز و جل ) في قوله تعالى ..</div><div><font color="#ffff00">( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) )</font></div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 59 )</div><div>أي لا ألوهية أو شائبة ألوهية في خلق عيسى ( علية السلام ) .. وهنا يظهر مفهوم الشرك بالله واضحا وجليا عند قيام الشعوب المسيحية بعبادة عيسى ( علية السلام ) ـ الإنسان ـ بدلا من الله عز وجل ( الخالق المطلق لهذا الوجود ) .</div><div>والجدير بالذكر ؛ أن " المدرسة المسيحية التحررية " تتفق مع الفكر الإسلامي في كون السيد المسيح رسولا وليس إلها . وترى هذه المدرسة أن يسوع كان إنسانا متميزا بالمثل العليا وأن إلصاق صفة الألوهية به جاء نتيجة لمؤثرات خارجية يرجع أصلها إلى الديانة الهيللينية . كما أضافت المدرسة ( ريماروس ) أن يسوع لم يكن سوى شخص يهودي يميل إلى التحرر ولم يكن يعرف شيئا من التعاليم التي قام تابعوه بترويجها عليه فيما بعد &nbsp;.</div><div>ومن هذا المنظور ـ أي منظور بشرية عيسى ( علية السلام ) ـ كان عيسى لا يتكلم عن نفسه في الأناجيل الأربعة إلا بصفة " ابن الإنسان " .. فقد وردت هذه الصفة في الأناجيل الأربعة ثمانون مرة كاملة .. منها النص التالي ..&nbsp;</div><div>[ (34) جاء ابن الانسان ( The Son of man ) ( أي المسيح ) يأكل ويشرب فتقولون هو ذا إنسان أكول وشريب خمر . محب للعشارين والخطاة . ]</div><div>( الكتاب المقدس : انجيل لوقا : {7} : 34 )</div><div>[ العشارين : جامعي الضرائب ]</div><div><br></div><div>ويأتي نفس هذا النص ـ أيضا ـ في إنجيل متى في الفقرة ( 11 / 19 ) .. ومع ذلك يصر علماء المسيحية باعتبار عيسى ( هو الله ) وإنه كان يتكلم بهذه الصفة ـ أي الصفة الإنسانية ـ ليبين أن تجسده في الصورة البشرية كان كاملا .. أي كان في صورة إنسانية كاملة ( الناسوت الكامل ) ..!!! &nbsp;بل نجد المسيح يرفض فكر عبادته صراحة .. فيقول لأتباعه وحوارييه في إنجيلي متى ومرقص ..</div><div><br></div><div>[ (9) وباطلا يعبدونني وهم يُعَلِّمُون تعاليم هي وصايا الناس ]</div><div>&nbsp;( الكتاب المقدس : متى {15} : 9 // مرقص {7} : 7 )</div><div><br></div><div>وهكذا ؛ يرفض المسيح ( علية السلام ) بهذا النص عبادته صراحته .. ويقول أن عبادته باطلة .. ولكنهم يصرون على هذه العبادة ..!! وحول هذا النص يقول التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ( ص : 1922 ) ..&nbsp;</div><div>[ انتقد إشعياء النبي المنافقين في أيامه ( إشعياء 29 : 13 ) ، وقد طبق الرب يسوع أقواله على أولئك القادة الدينيين ، فعندما نـدعي أننا نكرم الله ( أي المسيح ) ، بينما قلوبـنا بعيده عنه فلا قيمة إطلاقا لعبادتنا ]</div><div>&nbsp;( انتهى )</div><div>وبهذا يحاول التفسير التطبيقي القول بأن عبادة المسيح يجب أن تتم بقلوب مؤمنة بألوهيته ..!! ومع ذلك يترك المفسرون الشرح مفتوحا فلم يقولوا : [ .. بينما قلوبـنا بعيده عنه فلا قيمة إطلاقا لعبادتنا له ] ، بل قالوا : [ .. بينما قلوبـنا بعيده عنه فلا قيمة إطلاقا لعبادتنا ] فقط وسكت أي بعبادتنا وليس من الضروري له ..!! وبديهي هذا جزء من احتيال وتزييف رجال الدين المسيحي لحقائق هذه الديانة ..!!</div><div>بل وعندما سعي اليهود إلى قتل &nbsp;المسيح ( علية السلام ) .. قال لهم ..</div><div><span style="color: rgb(165, 42, 42); ">[ (40) ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان ( a man ) قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله . هذا لم يعمله إبراهيم ( أي وهذا لم يفعله إبراهيم ) . ]</span></div><div>( الكتاب المقدس : انجيل يوحنا : {8} : 40 )</div><div>ويقفز التفسير التطبيقي للكتاب المقدس من فوق هذا النص ولا يشير إليه ولو بكلمة واحدة ..!! وهكذا ؛ يصر عيسى ( علية السلام ) على بشريته من جانب .. بينما يصر المسيحيون على ألوهيته وعبادته من جانب آخر ..!! &nbsp;ولهذا يأتي القول الفصل حول هذا المعنى في القرآن المجيد ( العهد الحديث ) .. حين سأل رب العزة المسيح ( علية السلام ) &nbsp;.. صراحة بقوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ &nbsp; &nbsp;(118) )&nbsp;</span></div><div>( القرآن المجيد : المائدة {5} : 116 - 118 )</div><div>وأرجو أن يتنبه رجل الدين المسيحي إلى المنطق المتعالي في هذه الآيات الكريمة . ويكرر المولى ( عز و جل ) خطابه للعالم المسيحي ، ويأمرهم بعدم المبالغة في اعتقادهم في عيسى ( علية السلام ) .. فهو ليس بإله بل هو أحد أولي العزم من الرسل .. ولا يخرجه هذا المعنى عن بشريته وعبادته لله وحده لا شريك له .. كما جاء في خطابه ـ سبحانه وتعالى ـ التالي ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (171) لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا (172) )</span></div><div>( القرآن المجيد : انساء {4} : 171 - 172 )</div><div>وعادة ما يستند علماء المسيحية ( وبالذات أساتذة لاهوت الدفاع عن الإيمان المسيحي ) إلى هذه الآية الكريمة ( .. وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ &nbsp;.. ) &nbsp;ـ بالباطل ـ لبيان أن القرآن المجيد يشهد على ألوهية المسيح ..!! &nbsp;ولهذا أكرر ـ هنا ـ بأنه لا تخصيصية في قوله تعالى " وروح منه " لعيسى ( علية السلام ) .. حيث أن الإنسان هو من روح الله ( سبحانه و تعالى ) كما جاء في قوله تعالى للملائكة عند خلقه للإنسان ..</div><div><font color="#ffff00">( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) )</font></div><div>( القرآن المجيد : الحجر {15} : 28 - 29 )</div><div>[ التفسير / صلصال : صورة من الطين أي العناصر الأرضية &nbsp; ـ &nbsp;حَمَإٍ : هو الطين الأسود اللزج الممتزج بالماء الحار .. والذي يوجد في البرك والمستنقعات الموجودة بجوار العيون الأرضية الساخنة . مسنون : &nbsp;مصور في صورة إنسان وخاضع لسنن ـ أي قوانين ـ معينة / &nbsp;والنفخة : بمعناها البسيط هو كل ما ينتقل من خصائص الذات الإلهية إلى الإنسان عند تشكيله . أما التسوية : فتعني التطور الذي يلحقه الله ـ عز وجل ـ على الإنسان حتى انتهينا إلى ما نحن عليه اليوم .. وما ننتهي إليه في نهاية الزمان .. والله سبحانه وتعالى أعلم . ]</div><div>وبديهي ؛ أن أهم خواص الإنسان هي " وعيه بذاته وبالوجود " ومثل هذا الوعي الإنساني هو ـ في الواقع ـ جزئية من الوعي الإلهي بالذات ( سبحانه وتعالى ) . وهذه الخاصية الإنسانية التي جاءت في قوله تعالى ( .. وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي .. ) عن طبيعة خلقه للإنسان . &nbsp;ومن هذا النص الكريم ؛ تتناهى الفطرة البشرية فى قوله تعالى ( ... وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى ... ) إلى مقام المعرفة المباشرة بـ " الله " .. فيصبح إدراك الإنسان لوجود الله ينبع من إدراك الجزء للكل ، أو تعريف النفس بالنفس ، أو تعريف الـ " هو " بالـ " هو " .. بلا اتحاد .. أو حلول &nbsp;. وهي المعرفة التي تمثل أساس ومحور الفكر الصوفي بكل اتجاهاته كما سنرى لاحقا .</div><div>وهكذا ؛ تتوالى رسالة الرسل نحو الدعوة لعبادة الله الواحد الأحد ..&nbsp;</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) )</span></div><div>( القرآن المجيد : فصلت {41} : 14 )</div><div>وفي هذا الآية الكريمة يخبرنا المولى ( عز و جل ) .. بوجود صنف من الناس ترفض البلاغ الإلهي ( الوحي ) من خلال الرسل استنادا إلى بشريتهم .. وبالتالي ترفض عبـادة الله ( عز و جل ) .. وهو ما يعني الإصرار على موقف عبادتهم الوثنية .. متعللين في ذلك بأن الرسل بشرية وليست ملائكة .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><font color="#ffff00">( وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ (9) )</font>&nbsp;</div><div>( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 8 - 9 )</div><div>[ ثم لا ينظرون : لتوبة أو مغفرة أو يؤخر العذاب لهم ]</div><div>ومثل هذا الفكر الوارد في الآيتين الكريمتين هو فكر رياضي متعالي جدا .. حيث قد بينت في كتابات سابقة أن هذا الفكر يأتي في سياق فكر الرياضة والفيزياء المعاصرة تحت عنوان ( Tensor Calculus ) . أنظر : " الدين والعلم .. وقصور الفكر البشري " ؛ مكتبة وهبة .</div><div>وتجمع هاتين الآيتين الكريمتين بين باطن وظاهر الغايات من الخلق . فباطن الغايات من الخلق يتمحور ـ في الآية الأولى ـ حـول اهتداء الإنسان إلى الله ( سبحانه و تعالى ) باستخدام العقل الذي أهله به الله ( سبحانه و تعالى ) . أي على الإنسان أن ينتهي إلى " الإيمان العاقل " بنفسه . ( .. وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ &nbsp;) &nbsp;.. بمعنى .. إذا أرسل الله ( سبحانه و تعالى ) ملائكة .. وتحقق الاتصال ( وهذا لن يحدث ) هنا تصبح الهداية ـ في هذه الحالة ـ جبرية .. أي لا فضل للعقل في الوصول إلى هذه الحقيقة . ومن الأمور البديهية أيضا ؛ أن إيمان المواجهة .. هو إيمان لا عقل فيه حيث تنتفي الحكمة من الوجود والتي تعني في أبسط معانيها : " السعي والمجاهدة نحو الوصول إلى الإيمان العاقل " . وتأتي هذه المعاني في قوله تعالى ..</div><div><font color="#ffff00">( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158) )</font>&nbsp;&nbsp;</div><div>( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 158 )</div><div>حيث تبين لنا هذه الآية الكريمة .. أن ظهور الملائكة ـ أو الله سبحانه وتعالى ـ للناس لن يكون هناك معنى للغايات من الخلق &nbsp;.. فليس هناك معنى أن تعقد امتحانا يحوي الإجابات على الأسئلة الواردة فيه ..!!!&nbsp;</div><div>وأخيرا ؛ يعرفنا المولى ( عز و جل ) أن هذا الاتصال بين الإنسان والملائكة لن يتحقق إلا بتغير هيئة الإنسان المادية لاختلاف القوانين الطبيعية الحاكمة [3] &nbsp;وتغير حال ونشأة الإنسان .. تتم تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( .. وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ (62) )</span></div><div>( القرآن المجيد : الواقعة {56} : 61 – 62 )</div><div>أي أن غاية علم الإنسان هي هذه النشأة الدنيوية التي نعلمها الآن فقط .</div><div>وهكذا ؛ يتوالى خطاب المولى ( عز و جل ) للبشرية على طول القرآن المجيد .. بألا يتوجه الإنسان بالعبادة إلى غير الله ( سبحانه و تعالى ) .. وأن هذا التوجه الصحيح هو محور الغايات من الخلق .&nbsp;</div><div>ولهذا يأتي خطاب المولى ( عز و جل ) إلى موسى ( علية السلام ) .. في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) )</span></div><div>( القرآن المجيد : طه {20} : 14 )</div><div>ولعيسى ( علية السلام ) ..&nbsp;</div><div><font color="#ffff00">( .. وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ &nbsp;.. (72) )</font></div><div>( القرآن المجيد : المائدة {5} : 72 )</div><div>كما يأتي خطاب المولى ـ عز وجل ـ لمحمد ( صلي الله علية و سلم ) في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164))</span></div><div>( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 162 - 164 )</div><div>وهنا يصبح دور العقل هو الأساس في التعرف على الدين الحق من بين الديانات الوثنية . وينبه المولى ( عز و جل ) أن توجه الإنسان بالعبادة لغيره ـ سبحانه وتعالى ـ هي من سمات جهل الإنسان ..كما جاء في قوله تعالى على لسان رسوله الكريم ..</div><div><font color="#ffff00">( قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) )</font></div><div>( القرآن المجيد : الزمر {39} : 64 )</div><div>وهكذا ؛ فالتوجه بالعبادة إلى غير الله ( عز و جل ) لا يحمل سوى معنى الجهل .. لأن الإنسان يعبد .. يعبد .. في جميع الأحوال ..!!! لهذا يجب أن تتسم عبادته بالعقل وبالعلم . وقد رأينا في كتابات سابقة أن المسيحية تعبد خروفا مذبوحا له سبعة قرون ..!!! فأين العقل في هذا ..؟!!! وإذا كان المولى ( عز و جل ) يعتبر توجه الإنسان لعبادة الملائكة والنبيين لا يعني سوى الكفر كما جاء في قوله تعالى ..&nbsp;</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80))</span></div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 80 )</div><div>فما بال الحال في المسيحية التي تعبد خروفا مذبوحا ( أي ينزف دما ) وله سبعة قرون .. على النحو الذي بيناه سابقا !!! &nbsp;فبديهي ؛ هذا يعني الكفر البيّن في أشمل معانيه . وبديهي ؛ لا يرضى الله ( سبحانه و تعالى ) لعباده الكفر كما جاء في قوله تعالى ..!!!</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7))</span></div><div>( القرآن المجيد : الزمر {39} : 7 )</div><div>والتوجه بالعبادة إلى غير الله ( سبحانه و تعالى ) .. لا يعني سوى الشرك بالله .. والذي لا يعتبر من قبيل الذنوب القابلة للمغفرة .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48))</span></div><div>( القرآن المجيد : النساء {4} : 48 )</div><div>فالشرك ـ إذن ـ هو " ظلم عظيم " للنفس البشرية .. كما جاء في قوله تعالى على لسان لقمان وهو يعظ ابنه ..</div><div><font color="#ffff00">( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13))</font></div><div>( القرآن المجيد : لقمان {31} : 13 )</div><div>وهكذا ؛ جاءت الدعوة لكل من له كتاب ديني بأنه ينبغي أن يلتقي مع الفكر الإسلامي على عبادة الله الواحد الأحد .. ولا يتجه بالعبادة إلى غير الله سبحانه وتعالى .. كما جاء في محكم آياته على لسان رسوله الكريم ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">&nbsp;قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64))</span></div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 64 )</div><div>وأكرر هنا حتى لا تضيع الحقيقة من بين أيدينا ؛ أنه لا يصح للفرد المسيحي القول : أنه يعبد الله لأن الله من منظوره هو المسيح عيسى ابن مريم . تماما كما لا يمكن أن يقول البوذي أنه يعبد الله لأن الله من منظوره هو بوذا .. وهكذا يمكن تكرار نفس القول في الديانات الوثنية الأخرى .</div><div>&nbsp;هذا وقد طالبت الكنيسة مرارا برفع لفظ الجلالة " الله " من الكتاب المقدس حيث أنه لم يرد ذكر هذا اللفظ في الأصول الأولى ( اللغة العبرانية واللغة الكلدانية واللغة اليونانية ) للكتاب المقدس [4] &nbsp;.. حتى يصبح الفرد المسيحي وجها لوجه مع الشرك بالله .. ولكن ـ وبكل أسف ـ لم تستجب لي الكنيسة على الرغم من نداءاتي المتكررة لها ..!!</div><div>&nbsp; وهكذا ؛ ننتهي من هذه الفقرة إلى أن " الدين الإسلامي " أو " العهد الحديث " يقرر فيه الخالق ـ العظيم ـ المطلق لهذا الوجود على ضرورة عبادته ( عز و جل ) وحده لا شريك له .. حيث لا يقبل الله ( عز و جل ) من الإنسان أن يعبـد معه أي مخلوق آخر سواه .. تعالى وتنزه عن هذا الشرك .</div><div>•نظرية الإحلال : The Replacement Theory / و نظرية الاحتواء : The containment Theory / وظاهرة تعدد الأديان ..</div><div>&nbsp;في الجزء الأول من هذا البحث ( سيكلوجية الدين والتدين : لماذا الاعتقاد في الديانات الخرافية ) ؛ سبق تعريف ظاهرة تعدد الأديان : [ بأنها الظاهرة التي يحتل فيها " الإله الوثن " وعبادته حيز " الإله الحقيقي " وعبادته في داخل النفس البشرية .. وبهذا يصبح التمسك بالوثن والدفـاع عن الدين هو التمسك الطبيعي بالإله والدين .. كما تقضي بذلك الفطرة البشرية ] . وهو ما يمكن أن يعرف باسم " نظرية الإحلال " .. أي إحلال &nbsp;" الإله &nbsp;الوثن " مكان " الإله الحقيقي " في داخل النفس البشرية .&nbsp;</div><div>والفكر الصوفي ـ شأنه في هذا شأن الفكر المسيحي أو الفكر اليهودي أو أي فكر وثني آخر ـ يخلط بين الدين ( بمعنى المضامين الدينية ) وبين إدراك وجود الحضرة الإلهية أي إحساس الإنسان بوجود الله .. الخالق المطلق للوجود ( سبحانه و تعالى ) .. ودوافع ممارسة العبادة .. كما سبق وأن بينت هذا في الجزء الأول من هذا البحث .</div><div>وقد شاهدت ذلك بنفسي ـ كثيرا ـ في الكنائس في أثناء إقامتي في الولايات المتحدة . فقد تجد في قداس الآحاد ـ في الكنائس ـ دموع كثيرة وربما نحيبا عند إدراك الفرد وجود الحضرة الإلهية ( أثناء العبادة ) . وعادة ما يصور التليفزيون الأمريكي نساء كثيرات ـ عقب أدائهن لصلاة الآحاد ـ وهن يقولن وبانفعال شديد وبكلمات متهدجة .. وعيون ممتلئة بالدموع ..</div><div>" إني أدرك أو أحس وجود عيسى في داخلي &nbsp;:<u><font color="#ffa500"> I feel Jesus inside me </font></u>&nbsp;"</div><div>فمثل هذه المشاعر هي مشاعر حقيقية لا لبس فيها ولا غموض ..!! وهي إن دلت .. إنما تدل على فطرية وجود الله عز وجل ـ الخالق المطلق ـ فحسب في أعماق النفس البشرية ولا علاقة لها بمفهوم ومنطق المضامين الدينية .. أو حتى الصفات الإلهية . وفي الحقيقة ؛ تعبر هذه الصورة عن احتلال عيسى ( علية السلام ) ـ أو أي وثن آخر في حالة عبادة الأصنام ـ لحيز الإله الحقيقي في النفس البشرية فحسب ..!! فالإنسان ليس له فضل في هذه الفطرة الخاصة بإدراك وجود الله (عز و جل) .</div><div>هذا وقد سبق وأن بينت في مرجعي السابق : " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " .. أن دموع الانفعال بوجود الحضرة الإلهية يتساوى فيها الإنسان في المساجد .. في الكنائس .. في المعابد .. وفي المراصد .. وخلافه . فالإنسان مفطور على إدراك وجود الخالق ولا أعذار له في التنكر لهذه الفطرة على النحو السابق ذكره .</div><div>•الشرك بالله &nbsp;.. من سقطات بعض الصوفية ..!!</div><div>&nbsp;والآن ؛ وبعد رؤيتنا للفكر الإسلامي في قضية الشرك بالله ( سبحانه و تعالى ) .. ومفهوم " نظرية الإحلال " .. سوف نعرج الآن على فكر بعض الصوفية ( وكذا فكر الرهبنة المسيحية ) وبيان سقطاتهما المهلكة .. والتي تدّعِي بإمكانية عبادة الله ( سبحانه وتعالى ) بأي دين ..!!</div><div>بداية لابد لي من إلقاء الضوء على الفكر الصوفي ؛ حيث يدور هذا الفكر ، بصفة عامة ، حول " قضية أو مشكلة الفناء " ( في الله سبحانه وتعالى ) . فإلى جانب التصوف السني ( أبو القاسم الجنيد ، وأبو حامد الغزالي .. والذي يعني الوصول إلى الحب الإلهي من خلال الدين الإسلامي ) فإنه يوجد ثلاثة اتجاهات رئيسية في الفكر الصوفي وهي :</div><div>•" الفناء والاتحاد " ( ويمثله : البسطامي ) . أي توحد الصوفي مع الله سبحانه وتعالى .&nbsp;</div><div>•" الفناء والحلول " بمعنى حلول الله ـ تنزه عن هذا ـ في الفرد الصوفي ، ويمثل هذا الفكر : " حسين بن منصور الحلاج " ، وله مواجيده في مخاطبة المولى ( عز وجل ) منها :</div><div>عجبت &nbsp; &nbsp;منك &nbsp;ومنى &nbsp; &nbsp; &nbsp;يا منية المتمنى</div><div>أدنيتنى &nbsp; منك &nbsp; حتى &nbsp; &nbsp; &nbsp;ظننت أنك &nbsp;أنى</div><div>وغبت فى الوجد حتى &nbsp; &nbsp; &nbsp;أفنيتنى بك عنى</div><div>•" الفناء ووحدة الوجود " ( ويمثله : ابن عربي ، ومن الغرب الفيلسوف اليهودي " باروخ اسبينوزا " ) . ووحدة الوجود تعنى أن مفردات الوجود من مجرات ونجوم وكواكب .. وإنسان وحيوان ونبات .. تمثل في مجملها الإله .</div><div>والتصوف ـ بصفة عامة ـ هو مجاهدة النفس لتصفية القلب لله .. وغايته النهائية الوصول إلى الحب الإلهي . ويمكننا القول ـ بصفة عامة ـ بأن الفكر الصوفي الصحيح هو محاولة الوصول ـ من خلال الفكر الإسلامي ـ إلى مقام :</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( .. رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) )</span></div><div>( القرآن المجيد : التوبة {9} : 100 )</div><div>أي أن يصل العبد إلى الرضاء المتبادل بينه وبين الخالق العظيم سبحانه وتعالى .</div><div>وكما رأينا في الفقرة السابقة ؛ أن قبول مبدأ عبادة الله بأي دين لا يعني سوى الشرك بالله سبحانه وتعالى ، بل ويعكس هذا الفهم .. عدم التفريق بين المضامين الدينية من جانب .. وبين الفطرة الدينية الخاصة بالانفعال بالحضرة الإلهية ودوافع ممارسة العبادة من جانب آخـر .. بدون الحاجة إلى إعمال العقل في النص الديني .</div><div>&nbsp;وربما لعدم درايـة بعض الصوفية ـ من المسلمين ـ بمـا تحويه الديانات الأخرى من مضامين وثنية ( خرافات وأساطير ) عن صفات الإله ـ على النحو الذي رأيناه من قبل في كتابات الكاتب السابقة ـ نجد أن بعض الصوفية تقبل بعبادة الله ( سبحانه و تعالى ) بأي دين كما سنرى .</div><div>&nbsp;ولبيان هذه السقطة .. سوف نعرض لفكر الفيلسوف الصوفي محي الدين ابن عربي ( 560 – 638 هجرية / 1165 – 1240 ميلادية ) الذي دعى إلى تمييع الحدود .. وإزالة الفروق بين الأديان .. وفتح القلوب لكل المعتقدات .. بل وإلى الدين الواحد المؤسس على الاعتقاد الواحد الجامع لمختلف المعتقدات .. حيث صاغ ـ ابن عربي ـ تلك الدعوة شعرا كما جاء في مقدمة هذا البحث .. وكما في الأبيات التالية ..</div><div>قد كنت قبل اليوم أُنكر صاحبي &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;إذا لم يكن ديني إلى دينه داني</div><div>وقد صار قلبي قـابلا كل صورة &nbsp; &nbsp; &nbsp;فمرعى لغزلان ودير لرهبان [5] !</div><div>وبيت لأوثـان وكعـبـة طـائف &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;وألواح تـوراة ومصحف قرآن !</div><div>أدين بدين الحب أنَّى توجهت &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;ركائبه ، فالحب ديني وإيماني !</div><div>وكما نرى أن ابن عربي قد سوي بين الدين السماوي الحق .. وبين الديانات الوضعية .. وكذا الديانات الوثنية الأخرى بما في ذلك عبادة الأصنام ..!! وبديهي ؛ لم يفهم ابن عربي معنى الدين على نحو مطلق .. وبالتالي لم يفهم معنى الدين الإسلامي ..!! &nbsp;وما أعماه عن هذا الفهم هو : أن الفكر الصوفي تحركه دائما مشاعر ( الحب ) الخاصة بإدراك وجود الحضرة الإلهية فقط .. أو ما يمكن أن يعرف أو يسمى بالفناء في الله ( عز وجل ) .. وهي مشاعر فطرية ( وانفعالات عاطفية ) يشترك فيها ( أو يجتمع عليها ) كل الناس على النحو الذي بيناه .</div><div>فإدراك وجود الحضرة الإلهية هي فطرة أودعها الحق ـ تبارك وتعالى ـ في داخل النفس البشرية بداية من عملية خلقه أو تكونه الجنيني .. كما جاء هذا في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174) )</span></div><div>( القرآن المجيد : الأعراف {7} : 172 - 174 )</div><div>وأتمنى أن يقف القاريء قليلا أمام معاني هذه الآيات الكريمة ليرى أنه لا أعذار للإنسان في محاولة إنكاره لوجود هذه الفطرة الخاصة بوجود الحضرة الإلهية داخل النفس البشرية . &nbsp;فمشاعر وانفعالات وجود هذه الحضرة واحدة في النفس البشرية بصفة عامة . لا فرق فيها بين إدراك المسلم لله عز وجل .. وبين إدراك المسيحي لإلهه ( المسيح الخروف ذو القرون السبع ) .. أو إدراك عابد الأصنام لإلهه وهو يقف بين يديه . فالمشاعر هنا واحدة .. حيث تقف " الفطرة البشرية " ـ ونظرية الإحلال ـ وراء هذه الأحاسيس . والخطأ كل الخطأ أن تؤخذ هذه المشاعر .. والانفعالات الفطرية .. على أنها دليل صدق على صحة العقيدة ..!! &nbsp;لأن هذا يؤدي مباشرة إلى الشرك بالله .. وظاهرة تعدد الأديان .</div><div>وهنا نرى ـ جيدا ـ أن ابن عربي توقف فهمه عند إدراك هذه الفطرة فحسب .. أي فطرية إدراك وجود الله ( سبحانه و تعالى ) في النفس البشرية .. ولهذا رأى أن كل العبادات على أي صورة يمكن أن تتساوى .. حين تقدم للخالق ( عز و جل ) &nbsp;أيا كانت صورته ..!!</div><div>وبهذا المعنى قد ألغى ـ ابن عربي ـ تماما إرادة الخالق ( سبحانه و تعالى ) في اختياره لأسلوب عبادته . فبديهي ؛ أن القرار والأحكام الخاصة بالعبادة .. يحددها صاحب الحق ـ أي الخالق المطلق سبحانه و تعالى ـ وليس الإنسان .. كما جاء في قوله تعالى على لسان يوسف ( عليه السلام ) .. لأصحابه وهو في السجن ..</div><div><font color="#ffff00">( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40) )</font></div><div>( القرآن المجيد : يوسف {12} : 39 - 40 )</div><div>فكما نرى .. <u><font color="#ffff00">( .. إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ .. )</font></u> &nbsp;وليس الحكم لأي إنسان .. فالإنسان ليس حرا في كيفية اختياره لأسلوب عبادته ، كما وإنه ليس حرا فيما يعبد .. والأمر كله لله سبحانه وتعالى ..&nbsp;</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( &nbsp;.. أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ .. )</span></div><div>كما عَمِيَ ابن عربي عن قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ .. (23) )</span></div><div>( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 23 )</div><div>ووقع في مستنقع الشرك ـ بدون أن يدري ـ كما رأينا ..!! &nbsp;ولم يتنبه إلى قوله تعالى ..</div><div><font color="#ffff00">( .. إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13))</font></div><div>( القرآن المجيد : لقمان {31} : 13 )</div><div>وإلى قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48))</span></div><div>( القرآن المجيد : النساء {4} : 48 )</div><div>وإلى قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( .. إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ &nbsp;.. (72))</span></div><div>( القرآن المجيد : المائدة {5} : 72 )</div><div>•الرهبنة المسيحية .. وخداع البابا شنودة الثالث ..</div><div>&nbsp; في عرض خاص لفيلم " آلام المسيح " للمخرج الأمريكي " ميل جيبسون " [8] .. ومع بداية العرض انفجر أحد الرهبان ( المسيحيين ) في العويل والصراخ متأثرا بمنظر الدماء التي كانت تسيل من كل جسم الإله ( أي عيسى من المنظور المسيحي ) كناتج طبيعي من العذاب الذي ناله الإله ـ من منظورهم ـ على يد اليهود ..!! &nbsp;وهنا تجلت " نظرية الإحلال " في أوضح معانيها في هذا الراهب المسيحي ..!! &nbsp;فالمسيح ـ هنا ـ قد احتل حيز الإله الحقيقي في النفس البشري .. أي في نفس الراهب .. وبانفعال الوجود ـ أي وجود الإله لديه ـ وبرؤية هذا التعذيب الذي ناله الإله على يد الإنسان .. كان هذا التأثر البالغ .. والذي أدي بالراهب إلى هذا العويل والصراخ بهذا الشكل الواضح ..!!&nbsp;</div><div>&nbsp;وفي مقال للراهب القمص " ثيئو دوسيوس السرياني " المنشور في جريدة الأهرام بتاريخ ( 21 مايو 2004 ) تحت عنوان " الرهبنة القبطية [7] &nbsp;" .. يقول الراهب القمص ..</div><div>&nbsp; [ .. ولفئة الرهبان عند اخوتنا المسلمين تميز وتقدير خاص فكمثال ‏:‏ هذه آيات كريمات وردت بالقرآن بشأنهم كان قد تلاهما أمام وسائل الاعلام قداسة البابا شنودة الثالث في يوم الاربعاء 28 / 4 / ‏2004 من خلال كلمته الموسوعية التي ألقاها قداسته بالمؤتمر الاسلامي الدولي السادس عشر الذي انعقد بالقاهرة وعنوانه ‏:‏ التسامح في الحضارة الاسلامية ودعي قداسته إليه من رئيس المؤتمر فضيلة الاستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف المصري .. وهي بالنص‏ :‏</div><div>‏1‏ ـ ورد في سورة آل عمران‏ : " ..‏ من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ‏.‏ يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين " .</div><div>‏2‏ ـ و ورد في سورة المائدة ‏: " .. ‏ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا آنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون‏ " .‏ ] &nbsp; &nbsp;</div><div>( انتهى )&nbsp;</div><div>وكما نرى من هذه الكلمة ـ الموسوعية كما يدعي هذا الراهب القمص ـ أن القرآن المجيد يشهد لصحة الرهبنة القبطية &nbsp;.. بينما حقيقة الأمر أن هذا الاستشهاد ـ الذي يقول به قداسة البابا شنودة الثالث ـ هو استشهاد مخادع للغاية ومبتور عن السياق القرآني الكامل للآيـات الكريمة حتى يمكن الزج بمعنى شهادة القرآن المجيد للرهبنة المسيحية ( وليس الرهبنة القبطية ) بدون وجه حق .</div><div>ولبيان هذا المعنى نبدأ بالنص الأخير في سياقه الكامل .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86) )</span></div><div>( القرآن المجيد : المائدة {5} : 82 - 174 )</div><div>والآن ؛ نقول ـ لكل مسيحي ـ ولنيافة الراهب القمص " ثيئو دوسيوس السرياني " .. ألم تر أن قداسة البابا شنودة الثالث قد قطع ـ في كلمته الموسوعية كما تدعي ـ الآية الكريمة التي استشهد بها عن سياقها القرآني الكامل ..؟! &nbsp;فكما ترى أن مودة وقربة القسيسين والرهبان من الذين آمنوا مشروط بالشروط الخمسة التالية :</div><div>•الشرط الأول &nbsp;: التواضع والتسليم .. &nbsp;<u><font color="#ffff00"> ( .. َأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ )</font></u></div><div>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>الشرط الثاني : الخشوع للقرآن وتفيض أعينهم بالدمع مما عرفوا من الحق ..<u><font color="#ffff00"> ( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ ..)</font></u></div><div>•الشرط الثالث : الإيمان بمحمد ( صلي الله علية و سلم ) وبرسالته <u><font color="#ffff00">&nbsp;( .. يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )</font></u>&nbsp;</div><div>•الشرط الرابع : الإقرار .. <u><font color="#ffff00">&nbsp;( وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ &nbsp;)</font></u>&nbsp;</div><div>•الشرط الخامس : النطق بالشهادة .. أي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. <u><font color="#ffff00">&nbsp;( فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ &nbsp;.. )</font></u></div><div>وبديهي إذا تحققت هذه الشروط السابقة في : القسيسين والرهبان .. فبالقطع هم مسلمون حتى النخاع ..!! &nbsp;وبديهي سوف يأتي الثواب لهم في قوله تعالى ..<u><font color="#ffff00"> ( فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ &nbsp;)</font></u> . وأرجو ملاحظة الإقرار ( والدقة المتناهية في العرض القرآني ) في قوله تعالى .. ( .. بِمَا قَالُواْ .. &nbsp;) &nbsp;.. وهو ما يعني أن الاعتراف بالقول ( أي شهادة أن لا إله إلا الله ـ وليس المسيح ـ وأن محمدا رسول الله ) هي شهادة واجبة للرهبان والقساوسة لكي يكونوا أقرب مودة للذين آمنوا . أما من منظور مسيحية الوقت الحاضر فهم : أهل كفر .. وأهل شرك .. ومصيرهم الخلود في النار على النحو السابق بيانه .. مهما حاول البابا شنودة الثالث من اتباع أساليب الخداع للمسلمين والمسيحيين .. كلٍ على حد سواء ..!!</div><div>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>من هم النصارى .. أتباع عيسى ( علية السلام ) ..؟!</div><div>ويبقى الإجابة على سؤال أخير حول قوله تعالى " الذين قالوا إنا نصارى " .. فمن هم النصارى ..؟!!! &nbsp;فالنصارى في النص القرآني هم أنصار ( أو حواري ) السيد المسيح ( علية السلام ) .. وهذا هو وصفهم كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( .. قَالَ ( عيسى ) مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَآ آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53))</span></div><div>( القرآن المجيد : آل عمران (3) : 52 - 53 )</div><div>أي أن الحـواريين هم المسلمون الأوائل الذين آمنوا بعيسى ( علية السلام ) الرسول الذي لم يأت إلا بالإسلام دينا . وبالتالي ؛ فإن أتباع عيسى الحقيقيين .. هم شعوب العالم الإسلامي اليوم .. وليس شعوب العالم المسيحي التي تتبع مسيحية بولس الرسول ـ في الوقت الحاضر ـ مؤسس هذه الخرافة .. وليس إسلام " عيسى " عليه السلام ..!! ( أنظر مقالات الكاتب عن : بولس الرسول .. مؤسس المسيحية ) .</div><div><br></div><div>واستكمالا لهذا السياق يأتي قوله تعالى للعالم الإسلامي ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) )</span></div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 55 )</div><div>وهكذا ؛ فأتباع عيسى ( علية السلام ) هم المسلمون ، وليس المسيحيون أتباع بولس الحواري ..!! أي أن العالم الإسلامي سيظل فوق العالم المسيحي ـ مهما تداعت عليه الأحداث ـ إلى يوم القيامة ..!!</div><div><br></div><div>&nbsp; &nbsp; &nbsp; وبعد رؤيتنا لهذه المعاني ننتقل إلى النص الآخر الذي استشهد به نيافة الراهب القمص ثيئو دوسيوس السرياني ( والذي جاء في الخطاب الموسوعي ـ على حد زعم القمص ـ للبابا شنودة الثالث في المؤتمر الإسلامي عن التسامح ) وهذا النص هو قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) )</span></div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 113 – 115 )</div><div>[ ليسوا سواء : ليس المؤمنون والكافرون من أهل الكتاب سواء ]</div><div>&nbsp;ويجدر هنا أن نذكر سبب نزول هذه الآية الكريمة ؛ فعن تفسير القرطبي .. يقول ابن مسعود : أخَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال : " إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله تعالى في هذه الساعة غيركم " قال : أنزلت هذه الآية " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة - إلى قوله : والله عليم بالمتقين " وروى ابن وهب مثله . وقال ابن عباس : قول الله عز وجل "من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون " من آمن مع النبي صلى الله عليه وسلم . وقال ابن إسحاق عن ابن عباس لما أسلم عبد الله بن سلام ( من أحبار اليهود ) ، وثعلبة بن سعية ، وأسيد بن سعيه ، وأسيد بن عبيد ، ومن أسلم من يهود ؛ فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام ورسخوا فيه ، قالت أحبار اليهود وأهل الكفر منهم : ما آمن بمحمد ولا تبعه إلا شرارنا ، ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره ؛ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم : " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. إلى قوله : وأولئك من الصالحين".</div><div>وكما نرى من هذا التفسير أن أهل الكتاب في هذا السياق هم من آمن بمحمد ( صلي الله علية و سلم ) .. سواء قديما أو حديثا .. وهو ما يتفق أيضا مع الشروط الخمسة السابق ذكرها .&nbsp;</div><div>&nbsp;والآن ؛ إذا حاولنا تطبيق النص القرآني ..<font color="#ffff00"><u> ( .. مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ )</u></font> .. على نصوص مسيحية الوقت الحاضر .. فسوف نجد أن هذا التطبيق لا ولن يستقيم تحت أي زعم ..!! ونضرب على ذلك المثال التالي .. والمأخوذ عن نصوص الكتاب المقدس مباشرة ..</div><div><span style="color: rgb(165, 42, 42); ">[ (19) وأكثرت زناها بذكر أيام صباها التي فيها زنت بأرض مصر (20) وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمنى الخيل [9] (21) وافتقدت رذيلة صباك بزغزغة المصريين ترائبـك لأجل ثدي صباك ]</span></div><div>( الكتاب المقدس : حزقيال { 23 } : 17 - 21 )</div><div>وكما نرى ؛ فإن هذا النص ـ المقدس ..!! ـ يصف رغبات إمرأة زانية بأقبح وأحط ما يكون من ألفاظ ..!! فهل هذه النصوص ـ من المنظور المسيحي ـ هي من آيات الله .. التي يتلونها آناء الليل وهم يسجدون ..!!</div><div>&nbsp;وهل النص المقدس التالي ..&nbsp;</div><div><span style="color: rgb(165, 42, 42); ">[ (1) ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم . دوائر فخذيك مثل الحلى صنعة يدى صناع (2) سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج . بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن (3) ثدياك كخشفتين توأمى ظبية (4) عنقك كبرج من عاج ... (6) ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات (7) قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد (8) قلت إنى أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها . وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح (9) وحـنكك كأجـود الخـمر .. ]</span></div><div>( الكتاب المقدس : نشيد الإنشاد { 7 } : 1 - 9 )</div><div>يعتبر من آيات الله .. التي يتلونها آناء الليل وهم يسجدون ..!! &nbsp;وأستطيع أن أسوق في هذا المقام مئات ـ ولن أقول آلاف ـ الفقرات من نصوص الكتاب المقدس التي تتدني بالديانة المسيحية إلى الحضيض المأساوي .. إلى حد لعن الإله نفسه .. ولعن كل من يعمل بمكارم الأخلاق ( أي الشريعة ) كما جاء في النص التالي ..&nbsp;</div><div><span style="color: rgb(165, 42, 42); ">[ (13) إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة ، إذ صار لعنة عوضا عنا ، لأنه قد كتب : " ملعون كل من علق على خشبة " ]</span></div><div>( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 13 )</div><div>فكما نرى أن المسيح ـ أي الإله من منظورهم ـ لم يصبح ملعونا فحسب .. بل صار لعنة خالصة عندما سمح للإنسان بصلبه على الصليب ..!! &nbsp;وليس هذا فحسب .. بل لعنت الديانة المسيحية كل من يعمل بالشريعة أيضا ، أي يعمل بمكارم الأخلاق .. كما قال بهذا الكتاب المقدس ..</div><div><span style="color: rgb(165, 42, 42); ">[ (10) أما جميع الذين على أعمال الشريعة ، فإنهم تحت اللعنة .. ]</span></div><div>( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 10 )</div><div>سبحان الله ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( .. أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) )</span></div><div>( القرآن المجيد : هود {11} : 78 )</div><div>[ رشيد : عاقل ]</div><div>فالحقيقة التي لا تقبل الجدل أن الشعوب المسيحية : هي شعوب معتوهة دينيا بكل ما تحوي الكلمة من معنى [10] .. حيث أنها فقدت عقلها بدرجة غير معقولة .. لقبولها كل هذه الوثنيات الفكرية واعتبارها ديانة ..!! ( يمكن للقاريء الرجوع إلى مقالات الكاتب عن : بولس الرسول مؤسس الديانة المسيحية ) .</div><div>وتملأ نفسي الحسرة على هؤلاء القوم .. ولا أملك سوى قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنـَتُهُا ألَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيـُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ العَذَابِ عَلَى الكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَـبَّرِينَ (72) )</span></div><div>( القرآن المجيد : الزمر {39} : 70 - 72 )</div><div>ولن يحول هذا دون مسئولية الفرد المسيحي نفسه في مشاركة رجل الدين سوء المصير ..!!</div><div><font color="#ffff00">( .. وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ ( رجال الدين ) مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ &nbsp;( الشعب ) وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ ( الشعب ) لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) )</font></div><div>( القرآن المجيد : البقرة (2) : 165 - 167 )</div><div><br></div><div>فهل تنبه إلى هذه المعاني رجل الدين المسيحي .. وهل تنبه إلى هذه المعاني الأتباع ..!! إن تسليم الفرد المسيحي عقله إلى رجل دين ـ فاقد الأهلية الفكرية والرشد الديني ـ لن يعفي الفرد المسيحي نفسه من المسئولية على النحو الذي تبينه هذه الآيات الكريمة ( العهد الحديث ) السابقة .. وكلاهما سوف يخلد في النار . فلابد من التنبه إلى أن رجل الدين المسيحي هو باب من أبواب جهنم أو الجحيم .. سوف يقود أتباعه منه وهو يتقدمهم .. ولن يبقى لهم سوى التبرؤ من بعضهم البعض يوم القيامة ولكن بعد فوات الأوان ..!!</div><div>ثم يأتي الخطاب الجامع للمولى ( عز و جل ) لرجال الدين والاتباع .. بقوله تعالى لمحمد ( صلي الله علية و سلم ) .. ولأتباعه ..</div><div><font color="#ffff00">( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) )</font></div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 98 - 99 )</div><div>وبكل أسف ؛ يعتقد رجال الدين المسيحي أنهم يخدعون الناس والأتباع .. ولكنهم ـ في حقيقة الأمر ـ ما يخدعون إلا أنفسهم كما جاء في قوله تعالى ..&nbsp;</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) … (22) وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) )</span></div><div>( القرآن المجيد : البقرة (2) : 9 - 24 )</div><div>•خداع رجال الدين المسيحي للشعب .. أم خداع الإله ..</div><div>&nbsp;من المعروف أن قبول مبدأ التعدد الديني هو من دعائم استمرار تدين المسيحيين بالديانة المسيحية على الرغم كونها ديانة تموج بالخرافات والأساطير . فعادة ما يلقي رجال الديانة المسيحية الشرقية بمسئولية التدين بالديانة المسيحية ( بعد الفشل في إثبات صحة هذه الديانة الوثنية ) على عاتق الفكر الإلهي نفسه .. حيث يستندوا في هذا إلى الآتي :&nbsp;</div><div>أولا : أن عدم صلب المسيح ـ كما قالت بهذا الديانة الإسلامية ـ إنما يعني أن " الله " قد خدع العالم المسيحي ..!!</div><div>ثانيا : أن الله ( عز و جل ) قد سن قانون للبشرية على ألا تجتمع على دين واحد ..!!</div><div>ولعرض تفاصيل النقطة الأولى : يقول كتاب : " استحالة تحريف الكتاب المقدس " ؛ كنيسة الشهيدة القديسة دميانة بالهرم . للمهندس وهيب عزيز خليل . الطبعة الثانية . صفحة 82 :</div><div><u>[ إن القول بأن المصلوب هو يهوذا الاسخريوطي أو أي شخص آخر لهو في الحقيقة تجديف ( استهزاء ) على الله القدوس الذي تحدث عنه الكتاب المقدس وأيضا القرآن بكل جلال وهيبة لأن معنى ذلك أن الله خدع البشر بأن غير من شكل يهوذا ( أو أي شخص آخر ) إلى شكل السيد المسيح المبارك وبذلك تسبب في ضلال ملايين من البشر وحاشا لله العظيم القدوس هذا الكذب والادعاء فهو صادق دائما بل هو أصدق الصادقين . ]</u></div><div>( انتهى )</div><div>وبديهي ؛ لم يخدعهم الله ..!!! &nbsp;ولكن هم الذين يخدعون أنفسهم بأنفسهم .. لأن الديانة المسيحية لا تحتاج إلى مجهود يذكر في البرهنة علي خرافتها ووثنيتها .. حتى بفرض صلب المسيح ( وهذا لم يحدث ) ..!! على النحو الذي بيناه في الكتابات السابقة .</div><div>&nbsp;أما فيما يتعلق بالنقطة الثانية ؛ فهم يستندون في هذا الفكر ـ كما يدعون ـ إلى الخطاب الديني الإسلامي ..!! &nbsp;حيث نجد " الأنبا بسنتي " ( أسقف حلوان والمعصرة وسكرتير البابا شنودة الثالث ) يصرح لجريدة عقيدتي في عددها رقم &nbsp;( 439 ) الصادر في 24 أبريل 2001 .. عندما سأله المحرر : ما هو تقييمكم للحوار بين الفاتيكان والأزهر وهل هناك حاجة لحوار بين إسلامي ومسيحي داخلي ( في مصر ) ؟ &nbsp;فكانت إجابته :</div><div><u>&nbsp; &nbsp; [ نحن في مصر ننطلق من مبـدأ الآية القرآنية : " ولو شاء ربك لجعل الناس أمـة واحدة &nbsp;" .. هذا هو المبدأ الأصيل والاحترام المتبادل بين الإسلام والمسيحية .. ومن هنا أرى أن الحوار مع الفاتيكان يمكن أن يحدث نوعا من الاحترام المتبادل أكثر والفهم الواضح .. مما يخدم العالم المسيحي الغربي ويخدم الإسلام [6] &nbsp;..!! &nbsp;أما بالنسبة لنا في مصر فنحن نعيش في أمن وأمان وسلام .. كلنا يحترم الآخر .. وقضايانا جميعا واحدة ومشكلاتنا تكاد تكون متقاربة .. فلا حاجة لنا لمثل هذا الحوار الغربي ] </u>.&nbsp;</div><div>( انتهى )</div><div>وكما نرى ؛ أن الأنبا بيسنتي يستند إلى الخطاب الإسلامي ( أي إلى النص القرآني : " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة &nbsp;" &nbsp;لتبرير اعتناقهم بالديانة المسيحية تحت زعم أنها إرادة الله سبحانه وتعالى . أو بمعنى آخر ؛ أن إيمانهم بالمسيحية هو إذعان للأمر الإلهي القاضي بالاختلاف في الديانات .. ولا ذنب لهم في هذا &nbsp;( سنأتي إلى معنى الأمة الواحدة في الجزء الثالث من هذه السلسلة ) ..!! &nbsp;ومن هذا المنظور ؛ استند الأنبا بسنتي إلى آيات بعينها دون أخرى .. لتبرير ما يود أن يعتقد فيه ـ من القرآن ـ بغض النظر عن المعنى المتكامل الذي جاء به القرآن المجيد . وبديهي ؛ هذا لا يعني سوى الإيمان ببعض الكتاب ( القرآن المجيد ) والكفر بالبعض الآخر .. ليأتي الحسم الإلهي في من يعتقد في هذا .. في قوله تعالى ..</div><div><font color="#ffff00">( .. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) )</font></div><div>( القرآن المجيد : البقرة {2} : 85 )</div><div><br></div><div>&nbsp; &nbsp; &nbsp; والآن ؛ كلا من اليهود والمسيحيين يفرقون بين الله ورسله . فاليهود يكفرون بكلا من عيسى ومحمد عليهما السلام .. ويؤمنون بما قبل ذلك . والمسيحييون يكفرون بمحمد ( صلي الله علية و سلم ) ويؤمنوا بما قبل ذلك .. ولهذا يأتي الحسم الإلهي لهذا الوضع في قوله تعالى ..&nbsp;</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) )</span></div><div>( القرآن المجيد : النساء {4} : 150 – 151 )</div><div>إذن الكفر الكامل مصحوب بإنكار بعض رسالات الرسل والتصديق بالبعض الآخر . والإيمان بالرسل ليس إيمانا عشوائيا .. وهنا يأتي دور العقل في القضية الإيمانية في قمة معانيه .. ولهذا ؛ يؤكد المولى ( عز و جل ) على ضرورة وجود " العقل " في قضية الدين الموروث .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div>( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (170))</div><div>( القرآن المجيد : البقرة {2} : 170 )</div><div>كما يؤكد المولى ( عز و جل ) ـ أيضا ـ على ضرورة وجود " العلم " في قضية الدين الموروث .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div><span style="color: rgb(255, 255, 0); ">( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ (104))</span></div><div>( القرآن المجيد : المائدة {5} : 104 )</div><div>وهكذا ؛ نجد أن المولى ( عزوجل ) يشدد على ضرورة : (1) وجود العقل . و (2) الاحتكام إلى العلم .. في قضية الدين الموروث . &nbsp;</div><div>•الخاتمة ..</div><div>&nbsp; ننتهي من هذه الدراسة .. إلى أن بعض الصوفيين المسلمين .. والرهبان المسيحيين ( بالكامل ) قد اشتركا في السقوط في هاوية الشرك بالله ..!! &nbsp;ويرجع هذا الخطأ إلى أنهم قد قصروا معنى العبادة على : وجود الفطرة الخاصة بإدراك وجود الحضرة الإلهيه داخل النفس البشرية فحسب .. مهما كانت الصورة التي يظهر عليها الإله في الديانات المختلفة .. بدون الأخذ في الاعتبار " قضية الدين والتدين " بالشكل العلمي المتكامل والصحيح .. والذي يقضي باستخدام العقل والعلم للحكم على صحة الديانة .. حتى لا يفقد المرء التوجه الصحيح إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ حتى يمكنه الأخذ بأوامره ونواهيه .. وتحقيق الغايات من خلقه ووجوده ..!!</div><div>&nbsp; ويرجع قيمة هذا البحث ـ إلى جانب تبصرة المسلم بحقائق دينه وإيمانه ـ إلى أن الرهبنة المسيحية تعتبر المقدمة الضرورية لرجل الدين المسيحي المسئول ـ فيما بعد ـ عن قيادة وتضليل الشعب المسيحي ..!! &nbsp;لذا فإلقاء الضوء على طبيعة إيمان هذه الفئة وضلالها ـ ربما غير المقصود أيضا ـ ربما يقودها إلى الإيمان المبني على العقل من جانب .. والاهتداء إلى الحقيقة المطلقة .. التي يمثلها الدين الإسلامي من جانب آخر .</div><div>وهكذا ؛ نكون قد حققنا مسئوليتنا في البلاغ الإلهي والشهادة على هؤلاء القوم .. تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div><font color="#ffff00">( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا .. (143))</font></div><div>( القرآن المجيد : البقرة {2} : 143 )</div><div>كما نكون قد واجهنا ـ بطريقة علمية ـ اعتقاد هذه الشعوب الضالة في ديانتهم الخرافية والوثنية .. والتي تقضي بإبادة شعوب العالم الإسلامي .. ومحو الإسلام من الوجود ..!!</div><div>وإلى حديث آخر إن شاء الله تعالى ..</div><div>موقع الكاتب على الإنترنت :</div><div>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;www. el-hosainy.com</div><div>****************</div><div>هوامش المقالة :</div><div>[1] &nbsp;من مؤلفات الدكتور جيفري لانج .. كتاب : " الصراع من أجل الإيمان ـ انطباعات أمريكي اعتنق الإسلام " طبعة 1998 / وكتاب : " حتى الملائكة تسأل ـ رحلة إلى الإسلام في أمريكا " طبعة 2001 . &nbsp;الناشر : دار الفكر .</div><div>[2] &nbsp;" المسيح والنقـد التاريخي " ؛ القس أندريه زكي . دار الثقافة . صفحات : 12 ، 14 ، 17 . أنظر كذلك الكتاب الرابع من سلسلة : " الحوار الخفي .. الدين الإسلامي في كليات اللاهوت " ؛ مكتبة وهبة .</div><div>[3] &nbsp;" الدين والعلم وقصور الفكر البشري " ؛ نفس المؤلف . مكتبة وهبة .</div><div>&nbsp;[4] &nbsp;بعد أن طلبت مرارا ـ وبدون جدوى ـ من الكنيسة العربية رفع لفظ الجلالة " الله " سبحانه وتعالى من الكتاب المقدس .. حيث لم يرد ذكر هذا اللفظ في الأصول الأولى للغات الكتاب المقدس وهي : اللغات العبرانية والكلدانية واليونانية . &nbsp;قام موقع " الحوار المتمدن " ( وهو من أشهر مواقع الإنترنت ) بنشر رد من كاتب ـ جاهل ومتدن الفكر بكل المقاييس ـ يدعى كامل النجار ( وهو من أشهر مدوّني أو كتاب موقع الحوار المتمدن ) .. يرفض هذه الدعوة بحجة أن لفظ الجلالة " الله " كان معروفا قبل نزول القرآن العظيم .. لذا يتحتم علينا كذلك ـ نحن المسلمين ـ أن نحذف هذا اللفظ من القرآن المجيد ..!! &nbsp;وأرد على هذا الكاتب أو المدوّن الجاهل ـ وأرجو أن يفهم هذا الرد ـ بالآتي :</div><div>&nbsp;أولا : أن القرآن العظيم قد عرّف لفظ الجلالة على طول آياته بأنه : " الله " ( جل جلاله ) .. كما رأينا في العرض السابق وفي مقالات سابقة .. بينما ـ في المقابل ـ نجد الكتاب المقدس قد عرّف لفظ الجلالة بأنه يهوه .. كما جاء في النصوص التالية :</div><div><span style="color: rgb(165, 42, 42); ">[ (15) .. هكذا تقول لبني إسرائيل يَـهْوَهُ إله آبائكم .. أرسلني إليكم .. هذا اسمي إلى الأبد ..]</span></div><div>( الكتاب المقدس : خروج {3} : 15 )&nbsp;</div><div><font color="#a52a2a">[ (18) ويعلموا أنك اسْمُكَ يَـهْوَهُ وحْدَكَ العَلِىُّ على كُلِّ الأرْضِ ]</font></div><div>( الكتاب المقدس : مزامير {83} : 18 )&nbsp;</div><div>فإذا قام الكتاب المقدس بتعريف لفظ الجلالة بأنه : " يهوه " ، وليس " الله " ، فلماذا ـ إذن ـ لم يتمسك المسيحيون بهذا اللفظ " يهوه " .. ويتم استخدامه على طول الكتاب المقدس بدلا من استخدام لفظ الجلالة الإسلامي " الله " جل جلاله .. والذي لم يرد ذكره في الأصول الأولى للكتاب المقدس والتي كتبت باللغات : العبرانية والكلدانية واليونانية ..!! &nbsp;ولماذا ـ إذن ـ تصر الكنيسة العربية على استعارة هذا اللفظ ـ " الله " عز وجل ـ من الدين الإسلامي ..!! &nbsp;فهل استعارته من الدين الإسلامي لكي تلصق به الكثير &nbsp;من الصفات الوثنية والمتدنية التي لا تليق بهذا اللفظ ..؟!</div><div>ثانيا : لم يرد ذكر لفظ الجلالة " الله " في الكتاب المقدس الصادر بغير اللغة العربية . ولهذا ؛ كان على هذا الجاهل ـ كامل النجار ـ الذهاب إلى المعاجم والموسوعات العلمية الأجنبية لرؤية معنى لفظ الجلالة " الله : Allah " .. قبل التورط في الرد ..!! &nbsp;فكان سيجده أنه اسم " إله المسلمين " .. وليس اسم إله المسيحيين ..!! وأذكر على سبيل المثال التعريف الذي ورد ذكره في " قاموس الميراث الأمريكي : The American Heritage Dictionary " عن معنى هذا اللفظ :</div><div>Allah: the Moslem name for the one Supreme Being, or God.</div><div>أي أن لفظ الجلالة " الله " ـ سبحانه وتعالى ـ هو اسم إله المسلمين .</div><div>ثالثا : استخدم الكتاب المقدس ـ الصادر باللغة العربية ـ لفظ الجلالة " الله " على طول الكتاب المقدس .. وهو الكتاب الذي يحوي بين دفتيه الديانتين اليهودية والمسيحية . وهاتان الديانتان تختلفان بشكل جذري ، بل ومتناقض ، في رؤيتهما للإله ..!! &nbsp;فبينما تعتقد المسيحية في كون المسيح هو " الإله " ، فإن اليهودية ( الجزء الأول من الديانة المسيحية ) تعتقد في المسيح بأنه مجرد إنسان .. وليس هذا فحسب .. بل تعتقد في أنه ابن زنا أتت به السيدة مريم العذراء سفاحا من العسكري الروماني باندارا ..!!! ومن منظور هذا الخلاف الجذري ؛ فإن إله العهد القديم .. يختلف بشكل جذري عن إله العهد الجديد ، وللخروج من هذا المأزق .. لجأت الكنيسة إلى الحيلة والتضليل ..!!! &nbsp;فاستعارت لفظ الجلالة " الله " من الدين الإسلامي .. وهو اسم ليس من أصولها الكتابية .. لتغطية هذا التناقض .. وتحقيق التواصل بين العهد القديم والعهد الجديد .. باستخدام اسم لا هو توراتي .. ولا هو مسيحي ..!!!</div><div><br></div><div>&nbsp;رابعا : وليس هذا كل ما في الجعبة من الرد على هذا الجاهل ( كامل النجار ) .. فمن خلال تجربتي المباشرة مع المبشرين المسيحيين أثناء إقامتي في الولايات المتحدة الامريكية .. كان المبشر لا يحتمل سماع لفظ الجلالة " الله " .. بل كان يكاد يضع أصابعه في أذنيه ـ أحيانا ـ كلما ذكرت هذا اللفظ أمامه .. حتى لا يسمعه ..!! فكيف لا تحتمل " مسيحية الغرب " سماع هذا اللفظ .. بينما تتبنى " مسيحية الشرق " هذا اللفظ .. بل وتعتبره اسم الإله المقدس فيها .. على الرغم من كونهما نفس الديانة ..!!</div><div>ولمزيد من التفاصيل يمكن للقاريء الرجوع إلى دراسة الكاتب السابقة : " الحوار الديني .. أسمى حوار / لفظ الجلالة : " الله " وموقف أهل الكتاب من هذا اللفظ " .</div><div>&nbsp;خامسا : ويبقى أن أشير إلى أن " موقع الحوار المتمدن " .. هو ـ وبكل أسف ـ " موقع غير متمدن على الإطلاق " .. فهو يرفض بشكل قاطع نشر كل مقالاتي .. بل ويرفض نشر ردودي على هؤلاء الكلاب النابحة .. في حق الإسلام العظيم ..!! &nbsp;وأنا أتحدى المشرفين على هذا الموقع بأنهم إذا تركوا العنان لكتاباتي .. واحتكمنا أنا وهم إلى العقل والعلم .. فأنا أقطع بجعل كل قراء هذا الموقع ـ غير المسلمين ـ أن يشهروا إسلامهم ( إن شاء الله تعالى ) والله الموفق والمستعان ..!! &nbsp;ولكنها مواقع مغرضة تحول دون وصول الحقيقة المطلقة إلى البشرية .. ويقف من ورائها الصهيونية العالمية بشكل صارخ ..!!</div><div>[5] &nbsp;وهو نفس الفكر الذي كان يعتنقه " غاندي " الزعيم الروحي للهند . أنظر الكتاب الرابع من سلسلة : &nbsp; " حوار الأديان أمام الفضاء العالمي / &nbsp;الحوار الخفي .. الدين الإسلامي في كليات اللاهوت " . مكتبة وهبة .</div><div>[6] &nbsp;تشير الوثائق الأولى للحوار إلى أنه وسيلة مخفية للتبشير . وقد أوضح الدكتور " هالكروتز " العالم اللاهوتي النرويجي فى دراسة مفصلة : أن الحوار هو التطوير الثاني لحركة التبشير المسيحي .</div><div>[7] &nbsp;استخدم الراهب القمص ثيئو دوسيوس السرياني لفظ &nbsp;" الرهبنة القبطية " بدلا من " الرهبنة المسيحية " لما لها من دلالتها السياسية .. حيث تحمل كلمة " القبطية " المعني الضمني أو المستتر بأن المسيحيين هم سكان مصر الأصليين . والسؤال الذي أتوجه به للأخ الراهب القمص هو : ما يدريك يا أخ ثيئو دوسيوس .. إنني ـ أي الكاتب ـ لم أكن منحدرا من أسرة مصرية مسيحية مَنّ عليها الله بالإسلام فاعتنقته بعد دخول الإسلام مصر .. ولست وافدا عليها من الجزيرة العربية كما تود أن تعتقد أنت .. وتوهمنا بذلك ..؟!!!</div><div>[8] &nbsp;" آلام المسيح " فيلم من إخراج المخرج الأمريكي : ميل جيبسون موضوعه آخر 12 ساعة من حياة يسوع الناصري ( السيد المسيح .. عليه السلام ) والتي انتهت بصلبه وموته على الصليب ، من المنظور المسيحي . حصد الفيلم فوق 310 مليون دولار في خلال شهره الأول ، والمرجع التاريخي لاستقاء معلومات الفيلم هو إنجيل يوحنا . وتوجد مقالات إسلامية كثيرة تحذر المسلمون من رؤية هذا الفيلم لمخالفاته الدينية مع القرآن المجيد من جهة ، وحتى لا يتأثر به المسلم من جهة أخرى . واعتقد بعد عرض كتاباتي السابقة .. وخصوصا سلسلة " سيكلوجية الدين والتدين " .. أكون ـ إن شاء الله تعالى ـ قد حذفت الخوف من نفوس المسلمين عند مواجهة المسيحية .. بكل ألوانها وأطيافها .</div><div>[9] &nbsp;حاول مترجموا الكتاب المقدس إلى اللغة العربية التقليل من الفحش البالغ لهذا النص . فهذا النص باللغة الإنجليزية كما ورد فى &nbsp;" الترجمة العالمية الجديدة للنصوص المقدسة :New World Translation of the Holy Scripture " ؛ يأتي على النحو التالي ..</div><div>&nbsp;[(20) And she kept lusting in the style of concubines belonging to those whose fleshly member is as the fleshly member of male asses and whose genital organ is as the genital organ of male horses ] &nbsp; &nbsp;(Ezekiel &nbsp;23 &nbsp;: 20)</div><div>وترجمته إلى العربية هي ..</div><div>[ (20) واحتفظت بشبقها ، كأسلوب العاهرات ( أى بائعات الهوى ) اللائى يملن إلى هؤلاء الذين لهم أعضاء ذكورة مثل أعضاء ذكورة الحمير ، ولهم منيا مثل منى ذكور الخيل ]</div><div>( حزقيال { 23 } : 20 )</div><div><br></div><div>[10] &nbsp;لا يصح القول ـ هنا ـ بأني أهاجم المسيحية .. وهم يهاجمون الإسلام .. والحقائق غائبة ..!! &nbsp;فلابد من التنبه إلى أنني لا أهاجم المسيحية .. بقدر ما أقرر حقائق موجودة بالفعل في هذه الديانة . &nbsp;كما ينبغي الإشارة ـ هنا ـ إلى أن هجوم المسيحية على الدين الإسلامي يتمحور حول ما ورد في كتب التراث من الإسرائيليات والموضوعات فيها .. ويبتعـدون تماما ـ في الوقت نفسه ـ عن النص القرآني . أما عند محاولتهم الاستشهاد بآيات القرآن العظيم فإنهم يقطعونها عن سياقها الطبيعي .. ليبثوا فيها أكاذيبهم وضلالاتهم على النحو الذي رأيناه عند استشهاد البابا شنودة الثالث بآيات القرآن الكريم . بينما ما أقوم بعرضه ـ على طول كتاباتي عن اليهودية والمسيحية ـ فهي نصوص مباشرة من الكتاب المقدس ولا تحتمل التفسير بغير المعاني التي أقوم بعرضها .. بل غالبا ما أقوم بكتابة تفسير الكنيسة نفسها لهذه النصوص ، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم ، فنحن نقوم بعرض الحقائق .. بينما هم يقومون بعرض الأكاذيب والافتراءات .</div><div><br></div>
المؤلفات
  • الإنسان والدين ولهذا هم يرفضون الحوار ..!!
  • البعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي
  • بنو إسرائيل القصة الكاملة ( من التاريخ القديم .. وحتى الوقت الحاضر )
  • الدين والعلم وقصور الفكر البشرى
  • الإسلام والغرب المواجهة .. والحل
  • المزيد

مكتبة الفيديوهات

مكتبة الصور