<div><u><b>•الإسلام والعلم ..</b></u></div><div>كما بينا في كتابات سابقة أن " المنهاج العلمي " ( متمثل في وجود البديهية والمسلمة والنظرية العلمية والتحقيق بالقياسات الكونية والمعملية ) هو من أساسيات الصياغة القرآنية . لـذا كان الاهتمام بالعلم في أول ما نزل من القرآن على محمد ( صلى الله علية و سلم ) .. كما جـاء في قوله تعالى .. </div><div> اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) </div><div>( القرآن المجيد : العلق {96} : 1 - 5 )</div><div>أي أن القراءة هي المدخل إلى هذا الكتاب العظيم وإلى العلم .. وحتى اسم الكتاب : " القرآن " يعني استمرارية قراءته على مر العصور والأجيال والحضارات .. ليكون قراءته متجددة العطاء على طول التاريخ .. وسوف نعرض لتفسير هذه الآيات الكريمة فيما بعد لما فيها من طيف عريض من المعانى الكلية حول قضية نشوء الإنسان وتطوره كما يجيء به القـرآن المجيد .</div><div>ومن أهم أهداف هذا البحث هو التركيز على فضل العلم والعلماء من منظور الدين الإسلامي .. ( مع مقارنة سريعة بما ورد في الديانتين اليهودية والمسيحية عن العلم ) حتى نخرص المرهصون في اتهام الدين الإسلامي بالبعد عن العقل والمنهاج العلمي .. وهو المنهاج الذي يعتبر الأساس الأول في فكر " التحول في النموذج الديني " .. أي الانتقال بالقضية الدينية من " حيز الوهم " ( أي الإنسان هو الذي خلق الإله ، وليس الإله هو الذي خلق الإنسان ) ، أو من " حيز الاعتقاد " ( أي الإيمان بدون برهان ) .. إلى حيز " القضايا العلمية " ذات البراهين الرياضية والفيزيائية الراسخة . بل وسوف يجـد المهتمين بالفلسفة ـ أيضا ـ أن كل أفكار وأسس الفلسفات الحديثة والمعاصرة مثل : " الفلسفة الوضعية المنطقية " [1] و " الفلسفة التحليلية " .. أنها قد تم احتوائها جميعا في الفكر الشامل الذي يقدمه القرآن المجيد .. وهو الفكر الإلهي القاضي بتشكيل الفكر الإنساني على النحو الذي أراده الله ( سبحانه و تعالى ) للإنسان .. تحقيقا لقوله تعالى :</div><div> يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ (8) </div><div>( القرآن المجيد : الإنفطار {82} : 6 - 8 )</div><div><u>[ غرك بربك الكريم : والمعنى .. أيها الإنسان كيف دفعك الغرور ـ بجهل وليس بعلم ـ إلى معصية الله .. وعدم الاستجابة لرسله ( مثل غره كرمه .. وغرته قوته ) ]</u> </div><div>فالمقطوع به ـ كما سنرى ـ أن القرآن المجيد أو الفكر الإلهي قد عول أساسا على العلم والعلماء في فهم معنى الدين .. وإدراك معنى الغايات من الخلق . بينما في المقابل سوف يجد القارئ أن المسيحية واليهودية لا تتطلب تخلي الفرد عن العلم فحسب .. بل تتطلب تخليه عن العقل أيضا كحتمية يستلزمها طبيعة الإيمان بالأساطير والخرافات التي يأتي بها الدين اليهودي والدين المسيحي كل على حد سواء .. وذلك على النحو الذي رأيناه في الكتاب الأول والرابع من هذه السلسلة ( حوار الأديان أمام القضاء العالمي ) ..!!! ولقد انتهينا في مرجع الكاتب السابق ـ الدين والعلم وقصور الفكر البشري ـ إلى كون الدين " قضية علمية كلية " يحوى بين دفتيه قوانين الحياة والعلم الفيزيائى . ولهذا ؛ لابد وأن يكون المدخـل إلى الدين مدخلا علميا ونستطيع أن نلخص ما سبق عرضه فى الآتى بعد :</div><div><u>•أن الدين علم .</u></div><div><u>•والمتكلم فى الدين هو " الله " ـ بكمالاته المطلقة ـ والذى أحاط بكل شىء علما .</u></div><div><u>•والكتاب الموحى به من الله هو " كتاب علم " أيضا ، قد أحكمت صياغته .</u></div><div>وبديهى والأمر كذلك ؛ فلابد وأن من يستطع استيعاب هذا المفهوم والحكم على صحة الكتاب والدين يجب أن يكون من العلماء .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) </div><div>( القرآن المجيد : سبأ {34} : 6 )</div><div>وهكذا يتحدد ـ بنص إلهي مباشر ـ الشرط الواجب توافره فيمن يستطيع الحكم على الدين وطبيعة الكتاب المُنزّل من عند الله ، فى أنه يجب أن يكون من .. الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ .. ، أى أن يكون من العلماء .</div><div>وهكذا المدخـل إلى الدين ـ في الفكر الإسلامي ـ هو العلم ، والأقدر على فهم الدين هم العلماء . ثم تلى هذه المعرفة ـ أي معرفة أن هذا الكتاب منزل من عند الله ( سبحانه و تعالى ) ـ هو التصديق به والإيمان به ، كما جاء فى قوله تعالى :</div><div> وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54) </div><div>( القرآن المجيد : الحج {22} : 54 )</div><div><u>[ فتخبت له قلوبهم : أى تخضع قلوبهم للقرآن وتذعن بالتصديق به ]</u></div><div>حيث تبين هذه الآية الكريمة ؛ أن الامتداد الطبيعى للمعرفة بأن هذا الكتاب منزل من عند الله هو الإيمان به … فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ … أى تخضع له قلوبهم وتذعن بالتصديق به ( أى بالتصديق بالقرآن ) . وهكذا نزل الدين بالمفهوم العلمى بالمعنى العريض للكلمة ، ومن ثم فإن " القضية الدينية " أصبحت " قضية علمية " ، كما أصبحت " القضية العلمية " هى " قضية دينية " ، أي لا فرق بينهما . </div><div>وتموج الديانة الإسلامية بالعلم فى كل تعاليمها .. ولا يستوعب هذه المعاني إلا العلماء كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) </div><div>( القرآن المجيد : العنكبوت {29} : 43 )</div><div>أى أن كل ما يجىء به القرآن المجيد من أمثال وفكر ، لا يعقلها إلا العلماء . وبديهى وحال الدين هو العلم ؛ أن يقوم علماء المسلمين عقب تنزيل القرآن المجيد مباشرة في القرن السابع الميلادي ( أي وأوربا تموج بالجهل والأساطير والخرافات .. ولا وجود للعلم فيها ) إلى تقسيم النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة ( أي كل ما ورد عن الرسول صلى الله علية و سلم من أحاديث وأفعال وتقرير ) عن العلم .. إلى مواضيع وأبواب كثيرة منها :<table align="" style="width: 565px; " border="1" cellspacing="1" cellpadding="1"><tbody><tr><td>1. فضل العلم</td><td> 2. منزلة العلماء</td><td>3. العلماء ورثة الأنبياء</td><td>4. طلب العلم والعمل به</td></tr><tr><td>5. مجالس العلماء</td><td>6. كتابة العلم وحفظه</td><td>7. التدقيق فى العلم</td><td>8. تبليغ العلم</td></tr><tr><td>9. الفهم فى العلم</td><td> 10. انتشار العلم</td><td>11. امتهان العلم</td><td>12. آداب العلم</td></tr></tbody></table></div><div>وبديهى ؛ لن نتناول كل هذه البنود بالتفصيل ، وإلا ما وسعنا هذا البحث فى التعرض لكل ما جاء حولها ، ولكن سوف نوجز ونجمل الخطوط العريضة فحسب التى تتحرك فى إطارها الديانة الإسلامية التى تعلى من شأن العلم والعلماء ، حتى تعتبر العلم هو ميراث الأنبياء ، كما جاء فى قول رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [2] ..</div><div><u>[ .. إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ .. ]</u></div><div>بل أن العلم وطلبه هو المدخل إلى نيل الخلاص ، فطلب العلم هو الطريق إلى الجنة ، كما جاء في قول رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [3] ..</div><div><u> [ .. مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ ( الأسماك ) فِي الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ .. ] </u></div><div>فهكذا حياة الإنسان من المنظور الإسلامى ، لا يتجاوز معناها عن السعى فى طلب العلم .. فالعلم هو المدخل لتحقيق الغايات من الخلق وأول هذه الغايات هو إدراك وجود الله ( عز و جل ) . وتدَرّج المعرفة بالله ( عز و جل ) يأتى فى قوله تعالى على النحو التالى :</div><div> شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) </div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 18 )</div><div><u>[ قائما : الذي يقوم به " الوجود " على نحو مطلق .. أي لا " وجود " إلا بالله سبحانه وتعالى / القسط : يعني من المعاني الآتي : العدل ، القانون الطبيعي ، المرجع المطلق ، التوازن الطبيعي .. إلى آخره من المعاني المشابهة ]</u></div><div>وهكذا تتدرج المعرفة بالله ( عز و جل ) : الله ( عز و جل ) يشهد لكماله ولذاته بالربوبية والوحدانية وبأنه لا شريك له فى الخلق ولا فى الأداء ، فهو القيوم على خلقه .. وهو القائم بالقسط والعدل فى ملكه . ثم تأتى الملائكة ـ بعد ذلك ـ لتشهد على هذا الوجود وعلى هذه الوحدانية .. شهادة حضرة ، أى إدراك ورؤية مباشرة . ثم يأتى العلماء ليشهدوا على كل هذا شهادة علم .. ثم لتزيدهم هذه المعرفة الخشية من الله ، عز وجل ..</div><div> .. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) </div><div>( القرآن المجيد : فاطر {35} : 28 )</div><div>وبديهى تمثل هذه الآية الكريمة معرفة إختبارية .. أى يستطيع قطاع كبير من المؤمنين التحقق من صحتها وصدقها بشكل مباشر .. أو كل من أدرك من العلم مما يكفى لمعرفة هذه الخشية .. وهي الآية الكريمة التي تبين أن العلماء هم أكثر الناس خشية لله ، سبحانه وتعالى .</div><div>وحول هذا المعنى يروى لنا العالم الهندى " عناية الله مشرقى " [4] قصته مع سير جيمس جينز فيقول :</div><div><u>[ لقد دعاني سير جيمس جينز لزيارته في أحد الأيام .. وأخذ يلقى عليّ محاضرة عن تكوين الأجرام السماوية ، ونظامها المدهش ، وأبعادها وفواصلها اللامتناهية ، وطرقها ، ومداراتها وجاذبيتها ، وطوفان أنوارها المذهلة ، حتى إننى شعرت بقلبى يهتز من هيبة الله وجلاله ، أما ( السير جيمس ) فوجدت أن شعر رأسه قائما والدموع تنهمر من عينيه ، ويداه ترتعدان من خشية الله . وتوقف فجأه ثم بدأ يقول : " يا عناية الله ..!! عندما ألقى نظرة على روائع خلق الله يبدأ وجودى يرتعش من الجلال الإلهى ، وعندما أركع أمام الله وأقول له : إنك عظيم .. أجد أن كل جزء من كيانى يؤيدنى فى هذا الدعاء ، وأشعر بسكون وسعادة عظيمين ، وأحس بسعادة تفوق سعادة الآخرين ألف مرة ]</u></div><div>واستكمالا للقصة المذكورة ، يقول الدكتور عناية الله مشرقى : لقد استسمحت سير جيمس جينز [5] فى قراءة هذه الآية السابقة ، فلما قرأتها عليه وسمع النص القرآنى : … إنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلمَاءُ … صرخ قائلا : ماذا قلت ؟ … إنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ العُلمَاءُ … مدهش ، وغريب ، وعجيب جدا ، إنه الأمر الذى اكتشفته بعد دراسة ومشاهدة استمرت نحو خمسين عاما ..!!! هل هذه الآية موجوده حقا فى القرآن ..؟!! لو كان الأمر كذلك فأكتب شهادة منى بأن القرآن موحى به من عند الله . وبديهى ؛ نحن لا نقول بهذا تأييدا للفكر القرآنى ، فالفكر القرآنى ليس في حاجة لمثل هذا التأييد . بل أقول بهذا لأن أحد العلماء قد أدرك جزئية قال بها القرآن المجيد فى إحكام شديد ، فى ستة كلمات فقط ؛ بينما ـ هذه الجزئية ـ قد استغرقت معرفتها من عالم فيزيائي ورياضي وفلكي حياته بالكامل لإدراك معناها . </div><div> وطالما العلم كذلك ، يأتى قول رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [6] ..</div><div><u>[ اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا وَلَا خَيْرَ فِيمَا سِوَاهُمَا ]</u></div><div> وربما كان هذا لسبب بسيط ، كما قال رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [7] ، هو أن ...</div><div><u>[ الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِي الْأَجْرِ ، وَلَا خَيْرَ فِي سَائِرِ النَّاسِ ]</u></div><div> ثم يزيد رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) فيقول [8] ..</div><div><u>[ مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ ]</u></div><div> ثم نأتى إلى " العقل " فى الديانة الإسلامية ، فنجد أن ذكره يأتى فى القرآن المجيد ( هو ومشتقاته ) فى ( 49 ) موضعا . ويرتبط العقل ، فى الديانة الإسلامية ، بنيل الخلاص وحسن المصير ، وهو ما يعنى أن " القضية الدينية " هى قضية عقليه فى المقام الأول والأخير ، وليست صورة من صور الاعتقاد فحسب . ونضرب على ذلك مثالين ؛ المثل الأول يمثل ارتباط فهم معانى القرآن بالعقل وبالعلم ، وهو ما جاء فى قوله تعالى : </div><div> وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) </div><div>( القرآن المجيد : العنكبوت {29} : 43 )</div><div>أما المثال الثانى ، فهو يرتبط بعدم " تعقل " الكفرة لمعنى القضية الدينية ، ويتمثل هذا فى إجابتهم ـ فى الآخرة ـ عند سؤالهم عن الرسل والنذر المرسلة إليهم ، فتأتى الإجابة ـ بعد فوات الأوان ـ بأنهم كانوا لا يستمعون إليهم ، وحتى إذا سمعوا ما كانوا يعقلون ما يسمعون .. ويأتى هذا المشهد فى قوله تعالى : </div><div> .. ألَمْ يَأتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَىْءٍ إِنْ أنْـتُمْ إِلَّا فِى ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أصْحَابِ السَّعِيرِ (10)</div><div>( القرآن المجيد : الملك {67} : 8 - 10 )</div><div>[ السعير : النار ]</div><div>وهنا يأتى أهمية السمع والعقل والتعقل للإنسان لنيل الخلاص المأمول . ولهذا تأتي شكوى نوح من قومه .. في قوله تعالى ..</div><div> قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) </div><div>( القرآن المجيد : نوح {71} : 5 - 7 )</div><div>وهكذا ؛ تضع الشعوب المسيحية ( صاحبة الإله الخروف ) ، كما تضع الشعوب اليهودية ( صاحبة الإله اللاعب مع الحوت ) ..!! أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا الحق ..!!</div><div>والتفكير من المنظور الإسلامى ، يقود مباشرة إلى الإيمان ، كما يـأتى هذا فى قوله تعالى :</div><div> إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) </div><div>( القرآن المجيد : آل عِمْران {3} : 190 - 191 )</div><div>كما وأن الإيمان لا يأتى من فراغ بل يأتى من العلم ، وبهذا لا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، كما جاء فى قوله تعالى :</div><div> أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9) </div><div>( القرآن المجيد : الزمر {39} : 9 )</div><div><u>[ أمن هو قانت : هى مقارنة مع ما سبقها من آيات ، وتعنى أهذا الذى يضل عن سبيل الله مثل من هو قانت : مطيع لله / آناء الليل : ساعاته / يحذر الآخرة : يخاف الآخرة / أولوا الألباب : ذوي العقول ]</u></div><div> ويعتبر الإسلام " العلم " بأنه ـ يكاد يكون ـ الوسيلة الوحيدة للتحقق من صحة هذا " البلاغ العقلانى " القادم من الله ( عز و جل ) ، حتى بات العلم ـ من المنظور القرآنى ـ هو وسيلة التفضيل بين مفردات الوجود الإنسانى .. لهذا يجىء قوله تعالى ..</div><div> .. يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) </div><div>( القرآن المجيد : المجادلة {58} : 11 )</div><div>وقد يتنبه الإنسان ـ أو قد لا يتنبه ـ إلى موضع كلمة .. مِنكُمْ … فى سياق كلمات الآية الكريمة السابقة ، ليدرك أنه يوجد سياقين فى التفضيل الإلهي . سياق تفضيل إيمانى يقع فى داخله المنظومة الإسلامية .. الَّذِينَ ءامَنُوا مِنكُمْ .. أى أنه أمر مقصور على المسلمين فقط . وسياق تفضيلى آخر ، هو سياق تفضيل علمي ـ مستقل عن الإيمان الإسلامي ـ تقع فى داخله البشرية جمعاء ، أى .. وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ .. من كل البشرية بما فى ذلك المسلمين وغير المسلمين .. وسبحان الله على الإحكام القرآني ..</div><div> أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) </div><div>( القرآن المجيد : محمد {47} : 24 )</div><div>[ أفلا يتدبرون القرآن : فيعرفون الحق / أم : بل / على قلوب أقفالها : فلا يفهمونه ]</div><div>وهكذا ؛ العلم له درجته الخاصة به ، كما وأن الإيمان له درجته المستقلة عن درجة العلم ، وهى درجة مقصورة على المسلمين فحسب .</div><div>ولهذا كانت أولى آيات القرآن المجيد قاطبة على محمد ( صلى الله علية و سلم ) دعوة إلى العلم والتعلم ، وبديهى أن هذا المدخل لن يتحقق إلا بالقراءة والكتابة ، كما جاء فى قوله تعالى : </div><div> اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) </div><div>( القرآن المجيد : العلق {96} : 1 - 5 )</div><div>وكما نرى ؛ فإن القرآن يقرر الحقيقة العلمية التالية : خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ . وكلمة " علق " هي كلمة جامعة تعني الحيوان المنوي للذكر .. كما تعني " تعلق " بويضة الأنثى المخصبة بجدار الرحم . كما تعني مرحلة الجنين الأولى وهو كعلقة من الدم .. وبعد التكون يكون كعلقة البرك .. وهكذا من طيف المعاني العريضة التي تحملها هذه الكلمة ( سبحان الله ..!!! ) . ثم نأتي إلى معنى " القلم " . فبديهى ؛ أن " القلم " هو ذاكرة التاريخ وحضارة الإنسان ، ويأتى هذا من طبيعة وكيفية عملية تعلم الإنسان التى لا تتحقق إلا باستخدام القلم . فمهما أوتى الفرد من ذكاء فإنه لا يستطيع حل أبسط المعادلات الرياضية إلا باستخدام القلم .. وهكذا عن عمليات التعلم الأخرى .</div><div>والسعى وراء المعرفة هو أمر إلهى صريح .. لقوله تعالى :</div><div> قُلِ اْنظُرُوا مَاذَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ .. (101) </div><div>( القرآن المجيد : يونس {10} : 101 )</div><div> قُلْ سِيرُوا فى الأرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأ الخَلْقَ .. (20) </div><div>( القرآن المجيد : العنكبوت {29} : 20 )</div><div>وكما سبق وأن بينت لولا اختلاف بداية الخلق عما نحن عليه الآن .. لما قال المولى ( عز و جل ) .. فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأ الخَلْقَ .. .. وفي هذا إشارة ضمنية إلى " نظرية النشوء والارتقاء " .</div><div>بل ويمتد أثر العلم وفضله على الإنسان إلى ما وراء موت الإنسان . أى أن العلم يتبع الإنسان إلى العوالم الأخرى .. لقول الرسول ( صلى الله علية و سلم ) [9] :</div><div><u>[ إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ] </u></div><div>فهكذا فضل العلم يلاحق الإنسان فى جميع صور وجوده الممتد إلى العوالم الأخرى ، فهو ليس مقصورا على عالمنا هذا ، بل يمتد إلى ما بعد مغادرتنا لهذا العالم إلى العوالم الأخرى ..</div><div>ولهذا يقول رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [10] ..</div><div><u>[ لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا ]</u></div><div>وحول فضل العلماء ، نورد قول أبو إمامة الباهلى [11] .. بأنه قال :</div><div><u>[ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ ]</u></div><div>وفى قول آخر لرسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [12] عن فضل العلماء ...</div><div><u>[ إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ فَإِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ ]</u></div><div>وقال رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [13] ..</div><div><u>[ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ]</u></div><div>ومرفوض إسلاميا كتم العلم ، لقول رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [14] ..</div><div><u>[ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ]</u></div><div>ويتأكد هذا المعنى فى قول آخر لرسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [15] ..</div><div><u>[ مَا مِنْ رَجُلٍ يَحْفَظُ عِلْمًا فَيَكْتُمُهُ إِلَّا أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنَ النَّارِ ]</u></div><div>ويُرَغب رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) فى نشر العلم فيقول [16] ..</div><div><u>[ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ]</u></div><div>والسؤال عن العلم هو سؤال أساسى فى اليوم الآخر ، كما فى قول الرسول الكريم ( صلى الله علية و سلم ) [17] :</div><div><u>[ لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ]</u></div><div>وعن التدقيق فى العلم يقول رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [18] ..</div><div><u>[ مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ]</u></div><div>والعلم هو خير وسيلة لحماية الإنسان من فتن هذه الحياة الدنيا .. كما يأتى هذا المعنى فى قول رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [19] ..</div><div><u>[ سَتَكُونُ فِتَنٌ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا إِلَّا مَنْ أَحْيَاهُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ ]</u></div><div>ثم نختم هذه العجالة بقول رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [20] ..</div><div><u>[ فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ ]</u></div><div>والفقيه هو العالم العابد ..</div><div>وقبل أن نغادر هذا البحث ؛ لابد لنا من ذكر موقف الدولة الإسلامية من العلم والفلسفة ؛ فتاريخيا نجد أن الدولة الإسلامية كانت أرحب صدرا وأسمح فكرا مع الفلسفة اليونانية من بلاد العالم اليونانى الذى نشأت فيه ، ويمكن أن نتبين ذلك من مصائر فلاسفة اليونان ذاتهم . فثالوث الفلسفة اليونانية يتجمع فى : " سقراط : Socrate " [21] ( 469 – 399 ق. م. ) ، و " أفلاطون : Platon " ( 427 – 347 ق. م. ) تلميذ سقراط ، و " أرسطو : Aristotle " ( 384 – 322 ق. م. ) تلميذ أفلاطون . فقد حوكم سقراط بثلاث تهم هى : إنكار الآلهة القومية ، وتنصيب آلهة جديدة خاصة به ، وإفساد الشباب . وقد حكم عليه بالموت بأن حمل إليه كأس مسمومة شربها بشجاعة بعد أن رفض أن يهرب . وأفلاطون بيع فى سوق العبيد ، وارسطو نجا بنفسه من أثينا خوفا من عاقبة كعاقبة سقراط ، بعد أن رماه كاهن من كهانها بالإلحاد . فإذا ذهبنا إلى الفيثاغورثيون فقد مات فيثاغورث قتيلا بجانب مزرعة فول . وهكذا ؛ كان حال الفلاسفة والمفكرين مع محاكم التفتيش حتى بداية عصر النهضة ..!!</div><div>ونقارن بين أحوال فلاسفة اليونان وبين أحوال فلاسفة المسلمين ، فلا نرى أحدا أصيب بمثل هذا المصاب من جراء الفلسفة أو الأفكار الفلسفية ، ومن أصيب منهم يوما بمكروه فإنما كان من كيد السياسة ولم يكن من حرج بالفلسفة أو حجر على الأفكار [22] . فأشهر الفلاسفة المسلمين فى المشرق : " ابن سينا : Avicenna " [23] ( 980 - 1037 م. ) الملقب بالشيخ الرئيس دخل السجن لأنه كان عند أمير همذان فبرم بالمقام عنده ، وأراد أن يلحق بأمير أصفهان علاء الدولة بن كاكويه فسجنه أمير همذان ليبقيه إلى جواره ، ولم يسجنه على رأى من آرائه . والفيلسوف العربى : " ابن رشد : Averroes " [24] ( 1126 – 1198 م. ) ، أشهر فلاسفة المسلمين فى المغرب ، أصابته النكبة لأنه لقب الخليفة المنصور فى بعض كتبه بلقب " ملك البربر " ( سبق ذكر أسباب أخرى في مقال : المنهاج العلمي في القرآن المجيد ) . وهكذا ؛ فكثير من نكبات الفلاسفة المسلمين لم يكن سببها الفلسفة أو الدين ، بل كانوا ضحايا للسياسة فينالهم منها ما ينال سائر ضحاياها ..!!!</div><div>ثم ننهى هذه الفقرة بقول رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) [25] ..</div><div><u>[ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ يَبْلُغُهُ أَوْعَى لَهُ مِنْ سَامِعٍ ]</u></div><div>فهذا هو الإسلام وموقفه من العلم والعلماء فى عجالة قصيرة . وننهي هذه الفقرة بقول الحق تبارك وتعالى عن قرآنه المجيد ..</div><div> وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ [26] وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) </div><div>( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 105 - 109 )</div><div><u>[ فرقناه : بيناه وفصلناه أو أنزلناه مفرقا / على مكث : على تؤده وتأن ]</u></div><div> وكما نرى ؛ فهى آيات اخبارية إختبارية قابلة للملاحظة والتدقيق والتحقيق ، فهى تصف الجانب النفسى لما يمكن أن يكون عليه رد فعل الجانب النفسى للذين أوتوا العلم تجاه الآيات القرآنية عندما تتلى عليهم ، أو عند تلاوتهم للقرآن المجيد . وبديهى ؛ لا يمكن أن يقول بمثل هذا القول إلا الخالق العظيم ( سبحانه و تعالى ) لسبب بسيط جدا ، هو أنه المحيط بما خلق . فـ " الله " ( عزوجل ) هو الخالق الذى ركب الطبيعة الفطرية ( أو الغريزة ) لدى الإنسان و" رد الفعل التلقائى " ، فى الجانب النفسى للإنسان عند سماع النص القرآنى وإدراك معانيه . وهذا عين ما يحدث فعلا لكثير من العلماء والعامة والخاصة عند سماعهم للنص القرآنى .. فربما كان البكاء هو سمة رد الفعل الطبيعى لامتزاج معانى القرآن المجيد ( القضية العقلية ) بوجود الحضرة الإلهية ( القضية العاطفية ) .. ليصل الإنسان بهذا المزج إلى الذروة لإدراكه لوجوده .. وإلى الذروة لإدراكه لأحزانه .. وإلى الذروة لإدراكه لأبديته .. وهو ما يؤدى إلى تلقائية سجود الإنسان لقدرة لا نهائية .. تتعالى عظمة وكبرياء على وجود متناهى ..</div><div> وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)</div><div>( القرآن المجيد : الجاثية {45} : 37 )</div><div>قدرة تتجلى وتفصح عن ذاتها فى الإحاطة .. وفى الإستعلاء .. وفى اللاتناهى .. وهكذا إدراك أولي العلم .. لله .. سبحانه وتعالى ..!!!</div><div><u><b>•كلمة موجزة عن شبكة الملحدين العرب .. والمواقع المماثلة ..</b></u></div><div> بديهي ؛ بعد العرض السابق لقدسية العلم والعقل في الدين الإسلامي .. لا مجال للقول بأن الدين الإسلامي لا يقدس العلم والعقل معا . بل وقد وصل تقديس العقل في الدين الإسلامي إلى حد إسقاط التكليف عن الإنسان على من لا عقل له كما جاء في حديث الرسول الكريم [27] : </div><div><u>[ رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ : عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ ]</u></div><div>و " رُفِعَ الْقَلَمُ " كناية عن عدم التكليف . فالإسلام يطلب من الإنسان " الإيمان العاقل " .. أي الإيمان المبني على العقل والعلم معا .. ويرفض " إيمان الحيوان " الذي ينادي به فلاسفة الغرب أمثال " جورج سنتيانا " .. وأمثاله ، كناتج طبيعي من تجربتهم مع خرافات ووثنيات الديانتين اليهودية والمسيحية معا ..!!</div><div>وفي مقابل ما قدمنا نجد موقع : " شبكة الملحدين العرب / منتدى الملحدين العرب " ـ على شبكة الإنترنت ـ تتبنى شعار : " نحو عالم لا يقدس إلا العقل " [28] .. حيث يقوم هذا الموقع بالهجوم الصارخ على الدين الإسلامي .. تحت زعم أن الدين الإسلامي لا يقدس العقل والعلم معا ..!! مما يعكس جهل المشرفين على هذا الموقع بالدين الإسلامي ..!! بل ويتهكم الموقع ـ إلى أبعد الحدود ـ على مفهوم الإعجاز العلمي في القرآن المجيد ..!!! وكان التوقع من المشرفين على هذا الموقع ، إذا كانوا يتسموا بالعقل والعلم والموضوعية في الخطاب ، أن يدرسوا الدين الإسلامي قبل التورط في الهجوم عليه . ومن المؤكد ، بعد قيامهم بهذه الدراسة ، سوف يتنهوا إلى القول : " بأن الدين الإسلامي هو المدخل نحو عالم يقدس العقل والعلم .. ومكارم الأخلاق معا " .. وبهذا يصبح الإسلام هو المدخل الوحيد نحو الإيمان العاقل وليس إلى الإلحاد .. ولكن جهل المشرفين على الموقع بالدين الإسلامي والعلم معا .. هو الذي دفعهم إلى الإلحاد .. والقول بعكس هذا ..!!! </div><div>وبكل أسف أن جميع ما جاء في موقع : " شبكة الملحدين العرب " ، وفي المواقع المماثلة ، هو حكم مسبق على الدين الإسلامي بدون علم ، ولا يتسم حكمهم بالحياد والموضوعية .. حيث لا يعتمدوا إلى دراسة متكاملة ومحايدة عن الدين الإسلامي تبين صدق دعواهم ، بل يأتي دائما الحكم بجهل غريب عن الدين الإسلامي . والمشاهد من خطابهم أنهم يقومون بتصدير مشاكل الديانتين اليهودية والمسيحية مع العقل والعلم ( كما سنرى ذلك في الفقرة التالية ) إلى الدين الإسلامي .. حيث لا علاقة للإسلام بهذه المشاكل . ولهذا يقومون بإقحام هذه المشاكل في الدين الإسلامي بعيدا تماما عن النص القرآني والسنة الصحيحة ..!!! </div><div>ويمكن إيجاز السمات المشتركة في كل كتابات هؤلاء الملحدين ومن ماثلهم .. في الآتي :</div><div>أولا : غياب معنى الغايات من الخلق تماما في كل كتاباتهم ، بمعنى الجهل بوجود غايات من خلق الإنسان .. كأحد أنواع الخلائق ( المكلفة ) لدى الخالق العظيم .. سبحانه وتعالى .. </div><div>ثانيا : الجهل بوجود الفطرة أو الغريزة الدينية بمعناها الشامل ، والتي تشمل : الدوافع الذاتية لممارسة العبادة / الإدراك الفطري بوجود الله ( عز وجل ) / إدراك الأبدية ، بمعنى إدراك استمرارية حياة الإنسان / الخوف من الموت ، والتي تعني الاعتقاد الضمني باستمرارية الحياة فيما بعد الموت / .. إلى آخره . وسنعود لتفاصيل هذه المعاني في بحوث لاحقة إن شاء الله .</div><div>ثالثا : الاحتجاج على صفات الذات الإلهية ، ورغبتهم في تعريف هذه الصفات من منظورهم الشخصي .. متناسين بذلك تماما الغايات من الخلق ..!! وهم بهذا السلوك يكونوا كالموظف الصغير الذي يعمل في إحدى الشركات العملاقة التي تضم ملايين العاملين ، ويتمرد هذا الموظف الصغير على قوانين الشركة ، بحكم قصور فكره .. وجهله بسياسة صاحب الشركة ، بل ويرغب في تغيير سياستها وأهدافها لمجرد أنها لا تتفق وهواه الشخصي ..!!! لهذا ينبه المولى ( عزوجل ) رسوله الكريم ( صلى الله علية و سلم ) .. وكل من يسلك طريق الدعوة بقوله تعالى ..</div><div> فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)</div><div>( القرآن المجيد : القصص {28} : 50 )</div><div>ولهذا يصف المولى ( عزوجل ) مثل هؤلاء القوم ـ أي من يتخذ إلهه هواه ـ بأنهم أضل من الماشية .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) </div><div>( القرآن المجيد : الفرقان {25} : 43 - )</div><div>وكما نرى .. فقد ربط الإيمان ـ في هذه الآية الكريمة ـ بالسمع ثم العقل والتعقل .. ورفضهم لهذا المعنى يدرجهم في مصاف الماشية التي لا عقل لها ..!!!</div><div>رابعا : رفض الحوار على الإطلاق .. والهروب من المواجهة .. لعلمهم ـ يقينا ـ بضعف الحجة لديهم .. وغالبا ما يكونوا جهلة تما ما بالمعنى العريض للكلمة .. فكل حججهم واهية .. وغالبا ما تكون تافهة وسطحية إلى درجة تدعوا للدهشة وتعكس ثقافة بسيطة وضحلة للغاية .</div><div>وأذكر على سبيل المثال ؛ أحد ( كُتَّاب !! ) هذه المواقع : كريم عامر ( واسمه الحقيقي : عبد الكريم نبيل سليمان ) .. هو عبارة عن طالب فاشل باعترافه ..!! طالب فشل في دراسته .. وتم رفده من كلية العلوم بعد السنة الأولى من دراسته في قسم البيولوجي ..!! من مواليد سنة 1984 م ، أي أن عمره الآن ( سنة 2006 ) حوالي 22 سنة . ولا أدري أي علم يمكن أن يتوقع من كتابات هذا الطفل المراهق الجاهل ..!! ولكن تلقفته هذه المواقع ومنها ـ أيضا ـ الموقع اليساري العلماني : " الحوار المتمدن " [29] .. لا لشيء سوى أنه شن هجوماً بشعاً على الإسلام والمسلمين ونبى الإسلام .. فى مقالته " حقيقة الإسلام " حيث لم يدع أى صفة وضيعة إلا ولصقها بالمسلمين .. فهو يقول عنهم :</div><div>[ بأنهم في قمة الهمجية والوحشية واللصوصية واللاإنسانية .. فلا تحكمهم أية معايير أخلاقية فى تعاملهم مع الغير .. فهم حشرات سامة .. وهم الرعاع وأياديهم قذرة نجسة .. وسلوكياتهم فى غاية الوقاحة والإجرام والبشاعة ـ على الرغم من انتمائه لهم ـ .. فهم أصبحوا وبالاً على الإنسانية وأصبح وجودهم يهدد المجتمع الإنساني ويزعزع استقراره .. وأن أفعالهم لم تخرج قيد أنملة عن التعاليم الإسلامية فى صورتها الأصلية ..!! ]</div><div>وبهذه المقالة أصبح هذا الـ " كريم عامر " مراسلا ـ أيضا ـ لموقع " الأقباط المتحدون " ..!! فهذه هي نوعية كُتَّاب الملحدين .. وطبيعة كتاباتهم ..!!</div><div>ويوجد مثال آخر ؛ يتبناه الموقع الخاص بكتب الإلحاد ومنها كتاب : " نقد الفكر الديني " ، للدكتور صادق جلال العظم . وهو كتاب يتنقل من جهل إلى جهل آخر برشاقة غريبة ، ولا يكاد يخلوا سطرا واحدا ـ من هذا الكتاب ـ بدون خطأ فاضح ، حتى أن نقد الكتاب يستلزم إعادة كتابة الكتاب مرة أخرى ونقده سطرا بسطر ..!! ومن مظاهر تخبط هذا الكاتب ، نجده يرفض الفكر العلمي في الدين الإسلامي ، وعندما يسوق الأدلة على ذلك يضرب المثل بعلاقة العلم بالديانة المسيحية .. وليس بعلاقة العلم بالدين الإسلامي ..!! وحكمه في هذا التناول هو حكم من ذهبت الخمر بعقله ..!! فالكاتب ـ في عرضه ـ لا يفرق بين الديانة المسيحية [30] .. والدين الإسلامي .. مما يعكس جهله الفاضح بالدين بالإسلامي .. وربما جهله الواضح بالديانتين معا ..!! وسنعود لنقد هذه المعاني بتفصيل في كتابات تالية متخصصة ( إن شاء الله ) .. لنبين مدى تخبط هؤلاء القوم وضياعهم العلمي والفكري .. بل والعقلي أيضا .. أما ـ الآن ـ فسنكتفي بعرض موقف المسيحية من العلم في إيجاز شديد ..</div><div>•موقف المسيحية من العقل والعلم ..</div><div>والآن ما هو موقف المسيحية من العقل والعلم ..؟! في الواقع ؛ إذا أخذنا في الاعتبار الخرافات والوثنيات الفكرية الواردة في الكتاب المقدس [31] ؛ فلابد وأن يكون موقف " الكتاب المقدس " أو الديانة المسيحية من العلم والعلماء .. هو دعوة صريحة لإلغاء العقل والعلم واعتناق الجهل والترويج له .. كما ولابد وأن تكون الحكمة ـ من منظور الكتاب المقدس ـ هي فى الجهل واللاعقل أيضا ، كما يقول بهذا بولس الرسول ( أو بمعنى أدق : بولس الحواري ) [32] مؤسس الديانة المسيحية :</div><div><u>[ (18) .. إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم فى هذا الدهر فليصر جاهلا لكي يصير حكيما ]</u></div><div>( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {3} : 18 )</div><div>هكذا صراحة : الحكمة فى الجهل ..!! كما يقول النص بهذا . وليس هذا فحسب ، فحكمة هذا العالم هى جهالة عند الله ، كما ينبغي أن يؤخذ الحكماء بمكرهم :</div><div><u>[ (19) لأن حكمة هذا العالم هى جهالة عند الله ( is foolishness with God ) لأنه مكتوب أخذ الحكماء بمكرهم ]</u></div><div>( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {3} : 19 )</div><div>فكما نرى ؛ إن حكمة هذا العالم هى حماقة ( أو غباء ) عند " إله المسيحية " .. كما هو واضح من النص الإنجليزي ( نسخة الملك جيمس ) ..!! وبديهي ؛ نسيَ " إله المسيحية " أنه هو خالق هذه الحكمة وواضعها في الإنسان ..!!</div><div>و يقرر " إله المسيحية " ـ كذلك ـ فى النص السابق بأن الحكماء هم قوم ماكرون لا يؤمن جانبهم ، لذلك ينبغي أخذهم بمكرهم ..!! . وليس هذا فحسب بل يقرر الكتاب المقدس ـ أيضا ـ بأن أفكار الحكماء باطلة على نحو عام ، كما يقول : </div><div><u>[ (20) وأيضا الرب يعلم أفكار الحكماء أنها باطلة ]</u></div><div>( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {3} : 20 )</div><div>ومن هذا المنظور ، بديهي ، لا يقع اختيار الإله إلا على الجهلة أيضا من البشر ..!!!</div><div><u>[ (27) بل اختار الله جهال العالم ليخزى الحكماء ... ]</u></div><div>( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {1} : 27 )</div><div>هكذا بمنتهى الصراحة ، يختار " الله " الجهلاء ليخزي الحكماء .. والقيام بالتبليغ عنه ..!!! فإله المسيحية ـ كما نرى ـ ثار ثورة عارمة على الحكماء .. وعلى كل من يفهم ..!!! بل ويختار طريق المعرفة إليه بالحماقة .. وحماقة المبشرين .. كما صرح بهذا إلى بولس الرسول ..</div><div><u>[ (19) لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء (20) أين الحكيم . أين الكاتب . أين مباحث هذا الدهر . ألم يُجَهّل الله حكمة هذا العالم (21) لأنه إذ كان العالم فى حكمةِ اللهِ لم يَعْرفِ اللهَ بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة : by the foolishness of preaching ]</u> </div><div>( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {1} : 19 )</div><div>وكما نرى من هذا النص ؛ أن " إله المسيحية " سيبيد حكمة الحكماء ، كما يرفض فهم الفهماء . كما وإنه استحسن تخليص المؤمنين بجهالة الكرازة ( أى بجهالة التبشير ) ، وهو ما يعنى جهل الوعاظ والمبشرون . ويأتي هذا المعنى فى الكتاب المقدس ، نسخة الملك جيمس بمعنى : بحماقة التبشير ( by the foolishness of preaching ) ، أى بحماقة الوعاظ والمبشرين كما هو مبين باللغة الإنجليزية المناظرة عن الكتاب المقدس نسخة الملك جيمس .</div><div>والمتأمل فى هذه النصوص يستطيع أن يرى بوضوح أن ثورة " إله المسيحية " على الحكماء ـ كما يقرر هذا بولس الرسول كاتب هذه الرسالات ـ هو نتيجة عدم قبول الحكماء لمثل هذا الدين وما يأتي به من خرافات ، ولهذا يقع اختيار " الإله " على الجهلاء فقط ، لأنهم الفئة الوحيدة التي يمكن أن تقبل بمثل هذه الخرافات والوثنيات الفكرية فى الدين .</div><div> وهكذا ؛ نرى الندّية فى هذه النصوص بين " إله المسيحية " وبين الحكماء ..!! وبديهي ؛ لا يمكن أن يأتي فكر الندّية من " الفكر الإلهي المطلق " ، لأنه هو مصدر الحكمة وخالقها ، وليس هذا فحسب ، بل " هو " خالق الإنسان ذاته وحكمته .</div><div>وفي المقابل تمثل الحكمة فى الفكر اإسلامي .. ذروة سنام الخير للبشرية ، كما جاء فى قوله تعالى :</div><div> يُؤتى الحِكمَـةَ مَن يَشاءُ وَمَن يُؤتَ الـحِكْمَةَ فقد أوتـِىَ خَيرًا كَثيرًا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أولوا الألبابِ (269) </div><div>( القرآن المجيد : البقرة {2} : 269 )</div><div>و " أولوا الألباب " : هم ذووا الفكر العالي أو الفكر المتقدم . وكلنا يعلم أن " الحكمة " هى : " أمثل أو أفضل قرار أو حكم : Optimum Decision or Judgment " المبنى على العلم والخبرة .</div><div>ومن الأمور البديهية نجد أن فكر الندية لا يأتي إلا من فكر بشرى منافس ، هو ـ فى الواقع ـ فكر بولس الرسول كاتب هذه النصوص .. وهو الذي كان يعترف بغبائه صراحة .. كما جاء هذا في نصه المقدس التالي ..!!!</div><div><u>[ (11) قد صرت غبيا وأنا افتخر . أنتم ألزمتموني لأنه كان ينبغي أن أُمدح منكم إذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل وإن كنت لست شيئا . ]</u></div><div>( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12 : 11 )</div><div>وربما الترجمة الحديثة لهذا النص أكثر وضوحا وتعبيرا عن معنى غبائه ..</div><div><u>[ (11) ها قد صرت غبيا ! ولكن أنتم أجبرتموني ! فقد كان يجب أن تمدحوني أنتم ، لأني لست متخلفا في شيء عن أولئك الرسل المتفوقين ، وإن كنت لا شيء ]</u></div><div>( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12 : 11 )</div><div>فكما نرى ؛ أن بولس يعترف بغبائه صراحة .. ومع ذلك يحـاول كسب إطـراء ومديح الناس [ .. فقد كان يجب أن تمدحوني .. ] . وليس هذا فحسب .. بل يتكلم بولس أحيانا كمختل العقل عندما يحاول أن يبين أنه أهم وأفضل خدام المسيح .. لأنه احتمل الكثير ..</div><div><u>[ (22) أهم عبرانيون فأنا أيضا . أهم إسرائيليون فأنا أيضا . أهم نسل إبراهيم فأنا أيضا (23) أهم خدام المسيح . أقول كمختل العقل . فأنا أفضل . في الأتعاب أكثر . في الضربات أوفر . في السجون أكثر . في الميتات مرارا كثيرة .]</u></div><div>( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 23 )</div><div>ولا يصح القول أن بولس اضطر إلى أن يقول هذا لأن الناس تشككت في رسالته كما يقول بهذا البابا شنودة الثالث ( بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ) [33] ..!! ففي جميع الأحـوال لا يصح للرسول أن يتكلم كمختل العقل .. فكيف تثق الناس في من يتكلم كمختل العقل ..؟!!! ( ولمزيد من التفاصيل أنظر : مقالات بولس الرسول ) .</div><div>ولا يقتصر رفض الديانة المسيحية ( العهدين معا ) للعقل والعلم معا .. بل يتفق منظور العهد القديم ( الديانة اليهودية ) مع ما ورد ذكره في العهد الجديد أيضا . فأعمال الحكماء ( من منظور الديانة اليهودية ) تتساوى فى القدر مع أعمال المخادعين وحماقات العرافين . وبذلك يصنف الكتاب المقدس ـ أو إله المسيحية واليهودية معا ـ الحكماء .. بأنهم فى نفس مستوى المخادعين والعرافين ، ولذلك فهو يرجع الحكماء بحكمتهم إلى الوراء ، ويجهل معرفتهم ..</div><div><u>[ (25) مبطل آيـات المخادعين ومحمق العرافين . مرجع الحكماء إلى الوراء ومجهل معرفتهم ]</u></div><div>( الكتاب المقدس : إشعياء {44} : 25 )</div><div>وبعد هذه العجالة الشديدة الإيجاز عن العلم والحكمة والحكماء فى الكتاب المقدس ، فإننا نؤكد على أن المبرر الوحيد لقبول الكنيسة لكل هذه الخرافات والأساطير وجعلها جزئية من إيمانها بالدين .. لا تخرج عن ما سبق ذكره في الكتاب الأول من هذه السلسلة ( حوار الأديان أمام القضاء العالمي ) . وننتهي من هذه العجالة إلى أن : الجهل هو أساس الإيمان المسيحي واليهودي معا ..!! وربما كان الدافع الأساسي وراء الاعتقاد في الجهل في الديانة المسيحية .. هو أن " إله المسيحية " ـ نفسه ـ عبارة عن " خروف مذبوح له سبعة قرون .. " كما جاء ذلك على لسان القديس يوحنا الرائي .. في الكتاب المقدس ..!!!</div><div><u>[ (5) ... خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعُ أعين هى سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض ] </u></div><div>( الكتاب المقدس : رؤيا يوحنا اللاهوتي {5} : 6 )</div><div>وليس في هذا تجني أو اذدراء .. بل هي نصوص قطعية تفصح عن نفسها كما رأينا .. ولمزيد من التفاصيل يمكن للقارئ الرجوع إلى سلسلة الكاتب : " حوار الأديان أمام القضاء العالمي " .</div><div><u>•وأخيرا موقف اليهودية من العقل والعلم ..</u></div><div>وفي إيجاز شديد ننتقل الآن إلى الفكر اليهودي عن العلم .. ولكن سنطرح القضية بطريقة مخالفة قليلا ، حيث سنعرض لأساطير " الإله " ـ البعيدة كل البعد عن العقل والعلم ـ كما يأتي بها التلمود . والتلمود هو الكتاب الأهم بين الكتب اليهودية . وهو مستودع التراث اليهودي كله سواء التاريخي أو الجغرافي أو السياسي أو الأدبي . ويحتوي التلمود على " التوراة " وهي أسفار موسى الخمسة من الكتاب المقدس .. وهو القسم الرئيسي أو القسم التأسيسي للتلمود ، ثم يأتي بعد ذلك : " المشناة : Mishnah " وهي تعليق على التوراة وشرح لها . ومن بعد المشناة تأتي : " الجمارا : Gemarah " وهي هوامش وتعليقات على المشناة . ثم ظهر بعد ذلك شروحات وتعليقات وأطروحات صغيرة سميت : " توسيفوث : Tosephoth " ضمت إليه . وينقسم التلمود بشكل عام إلى ستة أجزاء تتناول جميع نـواحي الحيـاة اليهوديـة من القضايـا الخطيرة .. إلى التسلية والترفيه . ويضم التلمود بين دفتيه التراث اليهودي كله . ويقدم لنا " التلمود " رؤية أسطورية في غاية من الغرابة عن الإله .. نذكر منها ما يلي :</div><div><u><b>أولا : ورد في التلمود أن الله يقضي ساعات النهار الإثنى عشر على النحو التالي [34] </b></u>:</div><div>1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>الساعات الثلاث الأولى : يطالع فيها الإله الشريعة . وكما هو معروف أن الشريعة هي توراة موسى التي أنزلها الإله على موسى من قبل . وبهذا المعنى فإن الإله يدرس ما سبق وأن أرسله من قبل ..!!!</div><div>2.الساعات الثلاث الثانية : يحكم الإله فيها البشرية .</div><div>3.الساعات الثلاث الثالثة : يطعم الإله العالم . </div><div>4.الساعات الثلاث الرابعة : يجلس الإله ليلعب مع الحوت ملك الأسماك ..!! </div><div>ويعلق الحاخام : " مناحم " قائلا أن الله لا شغل له خلال الليل سوى تعلم التلمود مع الملائكة وأسمودية ( ملك الشياطين ) وذلك في مدرسة السماء .. حيث يصعد إليها ( أسمودية ) كل ليلة للدراسة .. ثم يهبط بعد الدراسة إلى الأرض في الصباح ( ليضل البشر ) ..!!</div><div><u><b>ثانيا : ندم الله كثيرا على سماحه بخراب أورشليم واحتراق الهيكل</b></u> .. فصار يبكي ويزأر طوال الليل ( بديهي الليل الأرضي ) مثل الأسد ..!!! وصار من وقتها يشغل فقط أربع سماوات( وهو ما يعنى انطواء الإله على نفسه ) بعد أن كان يشغل كل مساحة السماوات والأرض في جميع الأزمان .</div><div><b><u>ثالثا : ندم ـ الإله ـ على تركه اليهود في حالة تعاسة</u></b> .. حتى أنه يلطم ويبكي كل يوم .. فتسقط من عينيه دمعتان في البحر ، فيسمع دويهما من أقصى الدنيا إلى أقصاها .. فتضطرب المياه وترتجف الأرض فتحصل الزلازل ( وهو ما يعني تفسير الظواهر الطبيعية بالأسطورة والخرافة ) ..!!!</div><div><b><u>رابعا : ندم ـ الإله ـ على أنه غضب على بني إسرائيل وحرمهم من الأبدية</u></b> . ولكنه لم ينفذ قسمه الذي أقسمه لأنه شعر أنه قسم خاطئ .</div><div><b><u>خامسا : سمع أحد العقلاء من اليهود</u></b> .. أن الله يطلب من يحله من اليمين الخاطئة التي حلفها فلم يحله من هذا اليمين .. فاعتبر الحاخامات ـ ذلك الرجل ـ حمارا لأنه لم يحل الله . ومن ثم فقد وضع الحاخامات : " ملكا " بين السماء والأرض يدعى : " مي " ليحلل الله من كل يمين ونذر عند اللزوم .. عندما يخطيء ويتراجع عن قسمه ..!!!</div><div><u><b>سادسا : عندما يسمع الله مديح أولاده له</b></u> ، يطرق برأسه متأسفا وهو يقول : ما أسعد الملك الذي يمتدح ويبجل وهو مستحق لذلك . ولكن لا يستحق شيئا من المدح .. الآب الذي يترك أولاده في الشقاء .</div><div><b><u>سابعا : عاتب القمر الله لأنه خلقه أصغر من الشمس</u></b> .. فاعترف الله بخطئه وطلب من الناس أن يقدموا عنه ( أي عن الله ) ذبيحة تكفير .</div><div><b><u>ثامنا : ويقول التلمود أيضا .. أن الله هو الذي وضع في البشر الطبيعة الفاسدة</u></b> .. لذلك فهم غير مسئولين عن الخطايا التي تصدر عنهم .. مثل خطية داود مع امرأة أوريا الحثي [35] ..!!</div><div>والآن ؛ بعد استعراضنا لهذه الأساطير غير الواعية والخرافات .. الإله يلعب ويلهو مع الحوت .. يبكي ويولول .. يدرس مع الشيطان ما يكتبه اليهود من أساطير ..!!! فهل يمكن أن يكون في اليهودية عقلا أو علما ( ومن هذا المنظور لا يقبل رجال الدين اليهودي ـ وكذلك رجال الدين المسيحي ـ حوارا حول هذه المعاني ..!!! ) </div><div><b><u>•الخاتمة ..</u></b></div><div>وننتهي من هذا البحث أن الإسلام العظيم قد رفع من شأن العلم والعلماء بشكل غير مسبوق أو ملحوق في التاريخ الإنساني ، كما رفع من قدر العقل وجعله دليل الإيمان والتكليف والمسئولية الإنسانية حتى يصبح الإنسان هو المسئول عن قدره وتحديد مكانه في بانوراما الوجود ، بينما نجد في المقابل أن الجهل والتغييب العقلي .. والأسطورة غير الواعية والخرافة هي السمة الأساسية لكل من الديانة المسيحية والديانة اليهودية معا ..!!! أما لماذا إيمان الشعوب بها .. فهذا ما سوف نعرض له ـ في بحث آخر إن شاء الله تعالى ـ لنظريتي الإحلال والاحتواء .. التي تشرح أسباب اعتقاد البشرية في الديانات الوثنية والخرافية معا ..!!</div><div> وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (109) </div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 109 )</div><div>**********</div><div>هوامش المقالة :</div><div>[1] " الفلسفة الوضعية المنطقية " ( Logical Positivism ) : هي الفلسفة التي تتبنى الآراء التجريبية المعتمدة على الحواس ، وتعتمد على الطريقة التحليلية في فهم أقوال العلوم وقوانينها . وقد سميت بـ " الوضعية " لأنها تشترط صحة كل عبارة تشير إلى عالم الأشياء .. وقدرة تلك العبارة على تقديم ما يمكن التحقق منه بواسطة الحواس . وسميت بـ " المنطقية " لأنها تكتفي بتحليل لغة العبارة نفسها ، وهذا التحليل وحده كفيل بإرشادنا إذا كانت العبارة مقبولة من الناحية المنطقية أو غير مقبولة . وبهذا المعنى تقترب " الفلسفة الوضعية المنطقية " من معنى " الفلسفة التحليلية " ( Analytic Phylosophy ) إلا إنها لا تتطابق معها .. بل هي تكملها .. حيث تعتبر الوظيفة الاساسية لـ " الفلسفة التحليلية " هي توضيح وشرح اللغة ( أو الأفكار ) المستخدمة في وصف عالم الأشياء . كما يطلق أحيانا على " الفلسفة التحليلية " اسم " الفلسفة اللغوية " (Linguistic Phylosophy ) .</div><div>[2] سنن الترمذى ؛ حديث رقم (2606) ؛ عن عاصم بن رجاء .. عن كثير بن قيس عن أبى الدرداء . موسوعة الحديث الشريف ؛ شركة صخر لبرامج الحاسب . الإصدار الأول 1.1 . وتشمل هذه الموسوعة كتب الأحاديث التسعة : ( البخاري ، مسلم ، الترمذي ، النسائي ، أبو داود ، ابن ماجه ، مسند أحمد ، مالك ، الدارمي ) ، وسيتم استخدام هذه الموسوعة فيما ورد بعد ذلك من الأحاديث النبوية ، وسنكتفي بالإشارة إلى الحديث ورقمه وتخريجه دون الإشارة إلى الموسوعة مرة أخرى .</div><div>[3] سنن ابن ماجه ؛ حديث رقم ( 219 ) ؛ عن عبد الله بن داود .. عن كثير بن قيس .</div><div>[4] " الإسلام يتحدى " ؛ وحيد الدين خان ، المختار الإسلامى . ص : 133 .</div><div>[5] ( سير) جيمس جينز ( Sir ) Games Jeans ( 1877 - 1946 ) ، فيزيائى ورياضى وعالم فلكى بريطانى ، قال بأن المادة تخلق على نحو موصول .</div><div>[6] سنن الدارمى ؛ حديث رقم (341) ؛ عن الضحاك .. عبدالله بن مسعود .</div><div>[7] سنن ابن ماجه ؛ حديث رقم ( 224 ) ، عن هشام بن عمار .. عن أبى إمامة .</div><div>[8] سنن ابن ماجه ؛ حديث رقم ( 236 ) ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه .</div><div>[9] سنن الترمذى حديث رقم ( 1297 ) ، على بن حجر .. عن أبى هريرة .</div><div>[10] صحيح البخارى ؛ حديث رقم ( 71 ) ، عن عبد الله بن مسعود .</div><div>[11] سنن الترمذى ؛ حديث رقم ( 2609 ) ، عن أبى إمامة الباهلى .</div><div>[12] مسند أحمد ؛ حديث رقم ( 12139 ) ، عن أنس بن مالك .</div><div>[13] سنن ابن ماجه ؛ حديث رقم ( 221 ) ، عن عبد أبى هريره .</div><div>[14] سنن أبى داود ؛ حديث رقم ( 3173 ) ، عن أبي هريرة .</div><div>[15] سنن ابن ماجه ؛ حديث رقم ( 257 ) ، عن أبى هريرة .</div><div>[16] سنن الترمذى ؛ حديث رقم ( 2581 ) ، رواه عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ .</div><div>[17] سنن الترمذى ؛ حديث رقم ( 2341 ) ، عن أبي برزة الأسلمي .</div><div>[18] مسند أحمد ؛ حديث رقم ( 1965 ) ، رواه ابن عباس .</div><div>[19] سنن ابن ماجه ؛ حديث رقم ( 3944 ) ، عن أبى أمامة .</div><div>[20] سنن ابن ماجه ؛ حديث رقم ( 218 ) ، عن ابن عباس .</div><div>[21] يعتبر هو وأفلاطون وأرسطو واضعى أسس الثقافة الغربية .</div><div>[22] " التفكير فريضة إسلامية " ، عباس محمود العقاد . دار الكتاب العربى ، ص : 66 .</div><div>[23] طبيب وفيلسوف عربى ، تجاوزت مصنفاته المئة ، ومن أشهرها كتاب " القانون " فى الطب .</div><div>[24] فيلسوف عربى أندلسى ( أسبانى ) حاول ـ في حدود فهمه القاصر للقرآن المجيد ـ التوفيق بين الشريعة الإسلامية والفلسفة اليونانية .. وسنأتي إلى تفاصيل فلسفته ونقدها بتوسع في الكتاب السادس من هذه سلسلة : " حوار الأديان أمام القضاء العالمي : وماذا بقي للفلسفة .. " .</div><div>[25] سنن ابن ماجه ؛ حديث رقم ( 229 ) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ .</div><div>[26] البكاء عند قراءة القرآن أو سماعه وإدراك معانيه هي ظاهرة عامة جدا ومنتشرة بين المسلمين وربما لا تخلو صلاة ـ جماعية ـ من دموع أو بكاء وذلك عندما يمتزج إدراك معانى القرآن العظيم بإدراك وجود الحضرة الإلهية ( أى الإحساس الصادق بوجود الله ، سبحانه وتعالى ) . و " إدراك المعانى " هو قضية عقلية ، بينما " إدراك الحضرة الإلهية " هى قضية عاطفية ، والمزج بينهما فى النص الدينى يمثل ذروة إدراك الإنسان .. لوجوده .. وأحزانه .. وأبديته ..!!!</div><div>[27] رواه أبو داود ؛ حديث رقم ( 3825 ) عن عليّ رضى الله عنه ، كما روته أيضا السيدة عائشة . ورواه أيضا الترمذي ، والنسائي ، ومسند أحمد .</div><div>[28] عنوان الموقع على الإنترنت هو :</div><div>http://el7ad.org/front/index.php?option=com_frontpage&Itemid=1</div><div>[29] عنوان الموقع على الإنترنت : ( http://www.rezgar.com/debat/nr.asp )</div><div>[30] يمكن للقاريء الذهاب إلى مراجع الكاتب السابقة .. أو إلى جزء " المقالات " على موقع الكاتب على الإنترنت ، لرؤية إلى أي مدى وصلت الخرافة والأسطورة غير الواعية .. في الديانة المسيحية .</div><div>[31] لرؤية خرافات ووثنيات الكتاب المقدس ( الديانتان اليهودية والمسيحية معا ) يمكن للقاريء الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " .. مكتبة وهبة .</div><div>[32] بولس الرسول ( أو شاول اليهودي : 3 م. ـ 62 م. ) مؤسس الديانة المسيحية . أنظر الكتاب الرابع من هذه السلسلة [ الحوار الخفي / الدين الإسلامي في كليات اللاهوت ] .. لرؤية حقيقة هذا الحواري . ويمكن الرجوع إلى موقع الكاتب على الإنترنت ( www.truth-4u.com ) قسم المقالات لرؤية حقيقة بولس الرسول ـ مؤسس المسيحية .[33] " سنوات مع أسئلة الناس " ؛ البابا شنوده الثالث . الجزء السابع . الطبعة الأولى . ص : 31 / 32 . ولمزيد من التفاصيل عن بولس الرسول ورسالته يمكن الرجوع إلى الكتاب الرابع من هذه السلسلة : الحوار الخفي / الدين الإسلامي في كليات اللاهوت . كما يمكن الرجوع إلى موقع الكاتب على الإنترنت .</div><div>[34] هذا الوصف نقلا عن : " التلمود : نشأته ـ تاريخه ـ مقتطفات من نصوصه " ؛ إعداد : راهب من دير البرموس ، ومراجعة نيافة الأنبا : إيسوذورس . دار الجيل للطباعة . ص : 76 / 77 . وهو منقول عن كتاب : " الكنز المرصود ـ القسم الأول " ؛ روهلنج . وهو الكتاب الذي نقل عنه أغلب المؤلفين الذين تعرضوا لموضوع التلمود .</div><div>[35] للتفاصيل أنظر : " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " ، نفس المؤلف . مكتبة وهبة .</div><br class="Apple-interchange-newline">